بغداد ـ وكالات:أعلنت الشرطة العراقية ان 12 شخصا قتلوا واصيب ثمانية اخرون امس الاحد في سلسلة اعمال عنف متفرقة في مدينة بعقوبة / 57 كم شمال شرق بغداد/.وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ ) إن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق بالقرب من مرأب للسيارات في ناحية العظيم شمال بعقوبة انفجرت اثناء تجمع المدنيين ما اسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة خمسة اخرين بجروح بليغة،وقتلت امرأة واصيب ثلاث مدنيين بإطلاق نار عشوائي على مداخل ناحية بهرز جنوب بعقوبة . وأوضحت المصادر أن ثلاثة من عناصر الشرطة وخمسة من مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" قتلوا نتيجة الاشتباكات المستمرة بين القوات الامنية وعناصر مسلحة في ناحية بهرز جنوب بعقوبة .واشارت إلى أن مسلحي داعش لايزالون يسيطرون على مركز الناحية حتى الان وان قوات الجيش العراقي طوقت ناحية بهرز وأغلقت المداخل والمخارج المؤدية الى الناحية وتستعد لشن عملية عسكرية واسعة في الناحية لطرد المسلحين منها . وذكرت المصادر أن هناك نزوحا للعديد من العائلات خارج ناحية بهرز بسبب شدة الاشتباكات .على صعيد اخر شيع الاف العراقيين امس الاحد الصحفي محمد بديوي الشمري الذي قتل على يد ضابط في حماية الرئاسة، فيما تسلمت قوة عراقية حماية المقر بدل البشمركة الكردية التي تسببت بازمة سياسية. واثارت قضية مقتل الصحفي سخطا شعبيا ضد قوات البشمركة في بغداد، ما اعتبروه "استهتارا" من قوة غير نظامية وطالبوا بطردها من بغداد. وقال العميد سعد معن المتحدث باسم القيادة لفرانس برس "تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء (نوري المالكي) تسلمت قوة تابعة لعمليات بغداد مداخل ومخارج المنطقة التي يشغلها الفوج الرئاسي".واضاف ان "عناصر القوة الجديدة تسلموا فعليا المسؤولية الامنية لحماية هذه المنطقة التي تضم مكاتب الرئيس جلال طالباني ونائبه خضير الخزاعي".
يشار الى ان الفوج الرئاسي الذي يحمي المربع الرئاسي هو من عناصر البشمركة الكردية. وقال محمد الربيعي عضو مجلس محافظة بغداد، في تصريح ان "منطقة الكرادة منطقة مدنية يجب الحفاظ على طابعها، وهذه القوات يجب ان تنسحب منها".الى ذلك، أكدت السلطة القضائية الاتحادية الأحد توقيف الضابط المتهم بحادثة قتل الصحفي. وقال القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية الاتحادية إنه "تقرر توقيف الضابط المتهم بقضية مقتل الصحفي السيد محمد بديوي الشمري على ذمة التحقيق في جهاز مكافحة الإرهاب وبأمر من قاضي التحقيق".وشيع الصحفي العراقي صباح امس الاحد في بلدة العزيزية مسقط رأسه. واحتشد الاف من سكان البلدة امام دار الضحية وحملوا جثمانه الذي لف بالعلم العراقي وساروا به لمسافة خمسة كليومترات قبل ان نقله الى مثواه قبل الاخير في مدينة النجف. وبالتزامن مع ذلك، اجري في بغداد تشييعين رمزيين احدهما في الجامعة المستنصرية حيث كان الصحفي وهو استاذ جامعي يدرس، واخرى في المكان الذي قتل فيه عند حاجز التفتيش الذي قتل فيه امس. وقال مؤيد اللامي نقيب الصحفيين "نقف اليوم هذه الوقفة العفوية للتعبير عن الحزن والانزعاج، والخوف لاسيما ان من قتل الصحفي بدم بارد هو ضابط يحمل سلاح". وطالب اساتذة وطلاب الجامعة في لافتات رفعوها الى طرد قوات البشمركة من بغداد، وتسليم زمام السلطات الامنية الى القوات العراقية النظامية.وبعد حادث قتل الصحفي امس رفض قادة البشمركة تسليم الضابط الى القضاء العراقي لعدة ساعات، ما اثار غضبا عارما استدعى تدخل رئيس الوزراء نوري المالكي للاشراف على اعتقاله شخصيا. وقال احد الاساتذة "نطالب رئيس الوزراء باخراج قوات البشمركة من بغداد، وكل قوة اخرى غير نظامية".واثارت القضية غضبا عارما في الاوساط الشعبية والسياسية وادان عدد كبير من النواب "الجريمة" فيما طالب الاكراد عدم تسييس القضية. وكان مصدر في وزارة الداخلية قال رافضا كشف هويته ان "الاعلامي محمد بديوي قتل على يد ضابط برتبة نقيب في قوة حماية المجمع الرئاسي في الجادرية بعد مشادة كلامية بينهما".من جهتها، ادانت كتلة التحالف الكردستاني جريمة قتل الصحفي برصاص ضابط من البشمركة في اللواء الرئاسي.وقال رئيس كتلة التحالف الكردستاني فؤاد معصوم في بيان "يستنكر التحالف الكردستاني بشدة اطلاق النار على الصحفي محمد بديوي الشمري ما أدى إلى استشهاده، ونرى ان اطلاق النار بهذه الصورة يشكل خرقاً للقانون ولضوابط العمل العسكري، كما أنه عمل طائش لا ينبغي بأي حال من الأحوال تحويله إلى قضية تسيء إلى الأخوة العربية الكردية".واضاف "أننا نأسف اشد الأسف لمحاولة البعض ركوب موجة السخط على هذا العمل الإجرامي الفردي للتسلق إلى مواقع قيادية طالما طمعوا فيها، وتحويله نحو اثارة العداء ضد الكرد وكردستان".