محمد الكندي: طبيعة الجبل الأخضر ساعدت على تكون الكهوف.. وعمر أغلب الصخور فيه يزيد عن 100 مليون عام كهف خسلة حيل الديار تكون في صخور صلبة ويمكن النزول إليه بواسطة الحبال ومعدات التسلق الأخرىكهف خسلة الرويس يحتوي على تشكيلات كهفية جميلة، ينبغي العناية بها وحفظها من أي عبثكتب ـ محمود بن زاهر الزكواني:أعلن فريق جيولوجي مشترك (عماني ـ ألماني) عن اكتشاف كهفين جيولوجيين في الجبل الأخضر، الأمر الذي يعد رصيدًا إضافيًا إلى جيولوجية السلطنة، فضلاً عن كونهما يعدان مقومين سياحيين وعاملين مهمين لجذب المزيد من المغامرين المهتمين بهذا الجانب.وقال الدكتور محمد بن هلال بن ناصر الكندي رئيس مركز الاستشارات الجيولوجية والجيوفيزيائية رئيس الفريق العماني الذي قاد إلى هذا الاكتشاف إن الكهف الأول هو كهف خسلة حيل الديار، نسبة إلى قرية حيل الديار التي يقع الكهف بقربها، وخسلة عند أهل الجبل هي الهوة في الصخور، وهي فيما يبدو كلمة عربية، وقد تم اكتشاف هذا الكهف يوم الجمعة 25 مارس الجاري، ويتم الوصول إليه بواسطة الحبال.وأشار في حديث لـ (الوطن): إلى أن الوصول إلى كهف خسلة حيل الديار يتكون من اربعة اجزاء اساسية، تبدأ من مدخل الكهف الصغير الذي لا يتجاوز قطره مترا واحدا، والفتحة متصلة بممر طوله يتراوح من (30 ـــــــ 40) مترا أما الممر فيأخذ طابع الميلان وعمودي بعض الأحيان، وهو ملاصق بالصخور القوية والصلبة بحيث يستطيع الشخص النزول إلى الكهف وهذا في الجزء الأول.أما الجزء الثاني من الكهف، فيشير الكندي إلى أنه عبارة عن أرض شبه منبسطة تقع في أسفل الممر، وتبلغ مساحة هذه المنطقة نحو 30 مترا مربعا، والغرفة الصغيرة تقع من جهة الشمال من الكهف، بجانب منطقة النزول، وهي تضم مجموعة من التشكيلات الكهفية الجميلة.أما الجزء الثالث فينزل إلى الأسفل بمقدار 7 أمتار، يصل بعدها الزائر إلى منطقة يزحف فيها بطول 4 أمتار، حتى يصل إلى الغرفة الكبيرة وهي على امتداد 20 مترا تقريبا وتضم بعض المغارات الصغيرة، وتعتبر ارضية الكهف التي تحتوي على طبقة من الطين الصلب وهي تحتوي على دلالة متى تكونت هذه الارضية في الكهف على مر السنين.وعن الكائنات الحية التى تمكنت من العيش داخل الكهف، فقال الكندي: إنه لا توجد في الكهف إلا العناكب وجثث الحيوانات النافقة.كهف خسلة الرويسالكهف الثاني الذي تمكن الفريق الجيولوجي من العثور عليه، هو كهف خسلة الرويس، ويبعد حوالي 150 مترا عن الشارع غير المسفلت في منطقة حيل الرويس، في حين يبعد كهف خسلة حيل الديار عن الشارع العام المسفلت مسافة 300 متر تقريبا، اما المسافة بين الكهفين بالخط المستقيم فتصل إلى ثلاثة كيلو مترات تقريبا.وقد تم اكتشاف هذا الكهف كما يذكر الدكتور محمد بن هلال الكندي يوم السبت 26 مارس الجاري بعد ان تواصل بعض اهالي الجبل الأخضر مع الفريق، وأخبرونا عن جود خسلة اخرى بالقرب من قرية عقبة البيوت وهي قرية يسكنها اهالي الجواميد، وهذا الكهف يقع في منطقة الرويس ودلنا عليه الطالب أسعد الجامودي من سكان الجبل الأخضر.وقد قام الفريق المكون من ستة اشخاص هم أنا واستاذان من اهالي الجبل هما علي الريامي وناصر الريامي وايضا المانيان من المختصين بالكهوف، بالاضافة إلى اسعد الجامودي بالنزول إلى الكهف والاطلاع على مكوناته، واستكشفنا الترسبات التكتونية التي بداخله، ونعتقد ان فريقنا هو اول من نزل إلى هذا الكهف واسميناه الرويس نسبة إلى المكان الذي يقع فيه.وفتحة كهف خسلة الرويس من الداخل، مشابهة لفتحة كهف خسلة حيل الديار، ويبدأ الجزء الأول بممر 10 أمتار وبعد ذلك يستمر بميلان بسيط ودخوله اسهل من دخول كهف خسلة حيل الديار، لكنه يحتاج إلى الحبال للدخول إليه، ويبلغ طوله 40 مترا من الاعلى إلى الاسفل، ويحتوي على تشكيلات كهفية جميلة ولكن ليس بتلك التعقيدات الموجودة في كهف خسلة حيل الديار، وما يميز هذا الكهف هو امكانية زيارته من الزوار والسواح للتعرف على معالمه.وفي أسفل الكهف يوجد تجمع للمياه، وفي منتصف الخسلة أو الفتحة توجد تشكيلات كهفية، وتوضح الدلائل على امتلاء كهف خسلة الرويس بالمياه في سنين سابقة.جيولوجية الجبل الاخضروعن جيولوجية الجبل الاخضر، وارتباطها بتكون الكهوف، قال الدكتور محمد بن هلال بن ناصر الكندي رئيس مركز الاستشارات الجيولوجية والجيوفيزيائية: أن الجبل الاخضر هو سلسلة من جبال الحجر التي تمتد من محافظة مسندم في الشمال إلى رأس الحد جنوبا بطول 700 كيلو متر.والجبل الاخضر سلسلة جبلية تمثل الجزء الشرقي من جبال الحجر الغربي وهي نهاية الجبل الغربي من جهة الشرق حيث تتكون صخور الجبل من صخور الجيرية والتي ترسبت خلال حقبة أو حقبتين جيولوجيتين في حقبة الحياة القديمة وحقبة الحياة المتوسطة وعمر أغلب الصخور يزيد عن 100 مليون عام.وتمتاز هذه الصخور الجيولوجية بخاصيتين هامتين الخاصية الاولى أنها سهلة الاذابة ويقصد بها أنها تذوب بسهولة عند ملامستها او تفاعلها بالمياه التي تحتوي على الأحماض المذابة التي تساعد على ذوبانها وتذوب كربونات الكالسيوم من خلال سقوط الامطار على فترات زمنية طويلة أو من خلال مكامن المياه الجوفية، وأساس الصخور الجيرية تتكون من معادن كربونات الكالسيوم.أما الخاصية الثانية فأن هذه الصخور تحتوي ايضا على الكثير من التشققات والتصدعات وهي تساعد على جريان المياه بداخلها وتتحرك سواء عند سقوط المياه أو في المياه الجوفية في أسفل الجبل وتتحرك من خلال التشققات والصدوع من داخل الجبل ومع جريانها من خلال الصدوع تتكون الكهوف، ومن ثم وبسبب اذابة الصخور تنشأ غرف كهفية صغيرة ومع مرور الوقت تتوسع الغرف الكهفية وتتصل مع بعضها البعض وتشكل كهوف متصلة وفي بعض الاحيان تتكون الصخور لم تكن متصلة يحتاج لها زمن طويل حتى تذوب الصخور بكميات اكبر وتبدأ هذه الغرف الكهفية بالاتصال مع بعضها البعض.وقد تكونت هذه الكهوف خلال الفترات المطيرة التي مرت على عمان في المليون عام الماضية، وتكونات الكهوف تشير إلى هذه الفترة، ويمكن استخدام معادن الكوارتز ومعادن الكربون في تحديد عمر الصخور الموجودة داخل الكهوف بدقة.وأوضح الكندي أن طبيعة الجبل الاخضر وتكوين صخوره وتشققاته تساعد جدا على تكون الكهوف وتساعد على تكون كهوف ضخمة وهو مشابه للجبل الأبيض في الجزء الشمالي الشرقي من عمان بين ولايتي قريات وولاية صور الذي يحتوي على كهوف عديدة مثل كهف الجن وغيرها من الكهوف، وأيضا يشبه كهف الهوتة في ولاية الحمراء.واشار إلى إمكانية تكون كهوف اخرى غير مكتشفة كبيرة في الجبل الأخضر، وربما توجد كهوف أخرى غير متصلة بالسطح الذي يتعامل معه الانسان وتأخذ فترة طويلة لاكتشافها ومعرفة خصائصها والترسبات الكهفية الموجودة فيها.وأشار إلى أنه من خلال رحلة الاكتشاف إلى الكهفين كان اهالي الجبل الاخضر يعلمون بهذه الفتحات او ما يسمونها بالخسل وهي الفتحة او الهوة او الانبوب في الصخور الصلبة وهذه الفتحات لا يستطيع الانسان النزول اليها اذا لم يكن مهيئا بتوفر الحبال ومعدات الهبوط وتوفر هذه الفتحات في الجبل في مناطق عديدة.وقد قام اهالي الجبل الاخضر سابقا بتبليغ الباحثين عن الكهف الاول وهو خسلة حيل الديار، إذ جاء المكتشفون وهم أول من وصلوا ونزلوا إلى الكهف وبعد ذلك جائنا بالفريق يوم الجمعة الماضي بمعدات الاكتشاف بصورة واسعة وتجولنا في جميع ارجاء الكهف من الغرف الصغيرة والغرف الكبيرة وشاهدنا ما يحتويه من الاثار والعوامل الاخرى.