إسطنبول ـ وكالات: ذكرت صحيفة " حرييت " التركية امس الثلاثاء أن تحليل الحمض النووي الذي حصل عليه الادعاء العام التركي أوضح أن الانتحاري الذي فجر شحنة ناسفة في أنقرة في 17 فبراير الحالي مما أسفر عن مقتل 28 شخصا خلال هجوم استهدف قافلة عسكرية، جاء من شرقي تركيا وليس لاجئا سوريا كما كان يعتقد من قبل.
وكانت الحكومة التركية قد ذكرت أن الانتحاري جاء من شمالي سوريا، وتم الربط بينه وبين وحدات حماية الشعب الكردي وهي مجموعة تساندها الولايات المتحدة تقاتل داعش في سوريا، ونفت المجموعة أي علاقة لها بالتفجير وقالت إنها لم تشن أي هجوم على الإطلاق ضد تركيا.
ومع ذلك أعلنت مجموعة تركية غير معروفة تدعى" صقور الحرية الكردستانية " مسؤوليتها عن الهجوم بعد يومين من وقوعه، وقالت إن الانتحاري هو مواطن تركي من مدينة فان الكائنة في المنطقة الشرقية من البلاد.
وغالبا ما توصف هذه المجموعة - التي أوضحت أن الهجوم جاء انتقاما من الأعمال العسكرية التركية في جنوب شرقي تركيا - بأنها جماعة متطرفة منشقة عن حزب العمال الكردستاني المسلح، ويزعم بعض المسؤولين عن الأمن أنها لاتزال لها علاقة بهذا الحزب.
وأوضحت الصحيفة أن الحمض النووي الذي تم الحصول عليه بعد أن تم إلقاء القبض على والد الانتحاري في أعقاب إعلان " صقور الحرية الكردستانية " مسؤوليتها عن الهجوم، يبدو أنه يؤيد أن المهاجم ولد بالفعل في مدينة فان عام 1989 ويدعى أندولباقي سومر.
ويبدو أنه سجل نفسه على أنه لاجئ سوري في تركيا مستخدما هوية مزيفة.
ويعد الهجوم الذي وقع في قلب العاصمة التركية أحدث هجوم في سلسلة من التفجيرات التي ضربت تركيا، بما فيها هجوم وقع في إسطنبول الشهر الماضي أسفر عن مقتل 12 سائحا ألمانيا.
على صعيد اخر أفادت السلطات في بافاريا بجنوب المانيا أن امرأة اصيبت بجروح في اعتداء اسطنبول الذي استهدف سياحا في 12 يناير، توفيت في مستشفى اوفنباخ مما يرفع الحصيلة الاجمالية الى 12 ضحية المانية.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية في بافاريا اوليفر بلاتزر "اؤكد وفاة امرأة كانت تتلقى العلاج في مستشفى اوفنباخ صباح الاحد متأثرة باصابتها في اعتداء اسطنبول".واستهدف الاعتداء في 12 يناير الحالي منطقة سياحية في وسط اسطنبول على بعد مئات الأمتار من كاتدرائية آيا صوفيا والمسجد الأزرق، المعلمين الآثريين اللذين يجتذبان أكبر عدد من السياح في المدينة التركية الكبيرة.
ومع ان كل الضحايا من الالمان، الا ان برلين اعتبرت ان المانيا لم تكن مستهدفة تحديدا في الاعتداء.
ومنذ الاعتداء الذي استهدف في اكتوبر الماضي محطة القطار في انقرة واسفر عن 103 قتلى، كثفت الشرطة التركية عمليات الدهم في اوساط الجهاديين المشتبه بتنفيذهم الاعتداء.
وانضمت تركيا الصيف الماضي الى التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين، بعد اتهامها فترة طويلة بالتساهل مع المقاتلين المتطرفين الذين يقاتلون النظام السوري ويتنقلون عبر حدودها من سوريا واليها.
من جهة اخرى ذكرت وسائل الإعلام المحلية في إسطنبول امس الثلاثاء أن رجلا تركيا كان يتعين عليه الاختيار بين سعادته الزوجية وبين إخلاصه لرئيس البلاد انحاز في خياره لرجب طيب أردوغان، وقدم شكوى جنائية ضد زوجته لإهانتها رئيس الدولة.
وصار من المعتاد بشكل متزايد في تركيا أن يواجه الأفراد المحاكمة بتهمة إهانة كبار شخصيات الدولة بما فيهم أردوغان، وتم توقيع عقوبة السجن على بعض المتهمين منهم.
وقالت صحيفة " يني شفق " إن الرجل الذي اكتفت بالإشارة إلى اسمه على أنه "على د " قام بتسجيل تعليقات لزوجته تفوهت بها عدة مرات حول الرئيس داخل بيتهما، وجاءت هذه التعليقات في أعقاب ظهور متكرر لأردوغان في التليفزيون.
وهدد الرجل بتقديم دليل الإهانة للشرطة إذا واصلت زوجته تعليقاتها المهينة للرئيس التركي، وفي النهاية نفذ تهديده.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الزوجة أقامت دعوى قضائية بدورها ضد زوجها طلبا للطلاق.
ولا يزال أوردغان أكثر سياسي يحظى بالشعبية في تركيا، ومع ذلك فإنه يثير انقسامات عميقة حول سياساته، ويتهم خصوم أردوغان هذا الزعيم الذي - يتبوأ الحكم منذ سنوات طويلة حيث تولى منصب رئيس الوزراء لأكثر من عقد قبل أن يصبح رئيسا - بأنه أصبح بشكل متزايد ديكتاتورا ويمارس القمع ضد منتقديه.