تجربتها الفنية تجمع بين أصالة التشكيل وحداثة التصميم
حاورها ـ خالد بن خليفة السيابي:
سلطنة عمان أرض خصبة في كافة المجالات الثقافية والفنية، وفي كل بقعة نجد مواهب عمانية تنحت من الفن ابداعا وجمالا مغلفا برصانة الفكرة ودقة التنفيذ والاخراج، وتعمل هذه المواهب الصاعدة على صقل تجربتها الفنية بالاستمرارية والبذل والعطاء، منهم من يملك مواهب متنوعة ويوظف قدراته لتتمازج المواهب، ويجعلها تصب في خانة واحدة تغذي ذائقته الفنية التي يبحر من خلالها المتلقي في بحور الفن بكافة أشكاله وتركيباته الساحرة.
ومن المواهب العمانية التي تسير في مسارين هما (التصميم) و(التشكيل) الفنانة التشكيلية ومصممة الحلي والمجوهرات أفراح بنت ناصر الإسحاقية، والتي تقربنا من عالمها خلال هذا الحوار للكشف عن تفاصيل تجربتها الفنية والإبداعية، و ما يدور في تفاصيل القصص التي تدفعها للتصميم أو لتقديم لوحات تشكيلية تحكي لعشاق الفن رواية الشغف والجمال.
في بداية حديثها تطرقت حول تصميم الحلي والمجوهرات وتقول: تصاميمي تحمل بصمة فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة، تتنوع التصاميم بين الأنماط الكلاسيكية الراقية والتصاميم العصرية الجريئة، لألبي مختلف الأذواق والمناسبات،حيث أسعى لإضافة لمسات فنية مميزة تجعل كل قطعة تروي قصة مميزة وتحمل قيمة عاطفية وثقافية.
وتؤكد: إن تصميم الحلي والمجوهرات بالنسبة لي ليس مجرد عمل، بل هو وسيلة للتعبير عن فني وشغفي بإحياء الجمال والفخامة في كل قطعة،واستلهم تصاميمي من البيئه العمانية، حيث ابحث عن الاشكال الهندسية التقليدية والتراث الثقافي في سلطنة عمان كالخنجر العماني والمباني القديمة والتي تتنفس بروح العراقة وتحلق بنا في عوالم الزمن الجميل، وأسعى جاهدة لإضفاء لمسة فريدة تعبر عن جمال وثقافة بلدنا الحبيب سلطنة عمان.
وحول أبرز تصاميها تقول: أن أبرز تصاميمي يتمثل في تصميم خاص لقطعة من الحلي للسيدة بسمة بنت فخري آل سعيد وهي مستوحاة من (تراث نزوى)، حيث جمعت (الفنون التقليدية) مع (الحداثة) القطعة تزيّنت بنقوش من أبواب البيوت القديمة في نزوى التى أقطن فيها وأعشق تفاصيلها وعراقتها، وهي عبارة عن تصميم يحاكي الأصالة والتراث بأسلوب عصري، تندمج فيها الحداثة وتنسجم مع التقاليد القديمة، التي تجسد جمال وعراقة الماضي
وحول مشاركاتها أوضحت: لقد شاركت في عدة معارض للحلي والمجوهرات ومن أهمها معرض (زينة وخزينة) حيث كانت تجربة رائعة لعرض إبداعاتي وتصاميمي أمام جمهور متنوع من عشاق الفن والجمال ،وغيرها من المشاركات، وكل مشاركة تُعتبر لي تحديًا جديدًا وفرصة لتوسيع دائرة عملائي وبناء علاقات مهنية قيمة واكتساب خبرات جديدة.
أما فيما يخص عوالم الفن التشكيلي وتجربتها الفنية كشفت لنا (الإسحاقية) ماذا يعني لها الفن بقولها: الفن التشكيلي هو عالمي الذي يدفعني للتحليق في سماواته، حيث عزفت على أوتاره العديد من الأغاني التي قدمتها وأطربت بها الناس في العديد من المعارض الفنية، وسقف طموحي كبير أن أمثل سلطنة عمان في المحافل الخارجية وأن أصبح أحدى العلامات العمانية الفنية التي يشار لها بالبنان.
وتطرقت أفراح الإسحاقية حول كيف تخرج مابداخلها من تعابير ومشاعر بقولها: الفن كما يقال شكل من أشكال العلاج وأنا شخصيا أجد راحتي في هذا العالم الواسع ومشاعري تطرق أبواب الإبداع من خلاله أقضي العديد من الساعات وأنا أمام لوحاتي ولياقة ريشتي تنفذ وأنا أعمل على اخراج أعمال فنية تلامس مشاعر الناس وذائقتهم.
وختمت حديثها بقولها : الفن التشكيلي والتصميم هما بالنسبة لي عملة واحدة، حيث تبدأ الفكرة بالرسم ومن ثم أقوم بالاخراج والتصميم سواء قمت بإنجاز لوحة تشكيلية أو بتسخير الفكرة لاخراج تصميم لقطعة من الحلي والمجوهرات وأحاول أن أطور هذه التجربة بتقديم أعمال جديدة بطرق وأساليب مختلفة.


