الأحد 08 سبتمبر 2024 م - 4 ربيع الأول 1446 هـ
أخبار عاجلة

الرجل الذي كان جبريل يأتي على صورته «2»

الأربعاء - 10 يوليو 2024 05:43 م
40

أيها الأحبة الكرام.. توقف بنا الحديث حول هذا الصحابي الجليل (دحية الكلبي) عندما أسلم وغفر الله له ما مكان منه قبل إسلامه، وقد حظي هذا الصحابي الجليل بحب خاص من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له كما أن مواقف نادرة في إسلامه وجهاده، وإليكم بعضا من ذلك:

ـ حب رسول الله له:

من علامات حب رسول الله له (أنه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ كان يحب أن ينزل الوحي عليه في صورة دِحيْة الكلبي، وكان ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ وسيمًا، ترتاح له العين لرؤيته، فكان جبريل ـ عليه السلام ـ ينزل عليه في هذه الصورة لِيُؤنسه) (تفسير الشعراوي (15/‏ 9262). (ومن عادة الملَك إِذا تصور بصورة إنسان أن يكون جميل الصورة، كما كان جبريل ـ عليه السلام ـ يأتي إِلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة دحية ـ رضي الله عنه ـ وكان من أجمل الناس) (التفسير الوسيط، مجمع البحوث 6/‏ 953)، ومن حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لدحية أنه تزوج أخته، يقول القرطبي (ومنهن: شراف بنت خليفة، أخت دحية، تزوجها ولم يدخل بها) (تفسير القرطبي 14/‏ 168).

ـ مواقفه مع رسول الله:

روى الترمذي من حديث المغيرة أن (دحية أهدى إلى النبيّ ـ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ـ خفّين فلبسهما)، وعند أبي داود، من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية، قال: (أهدي إلى النبيّ ـ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ـ قباطيّ فأعطاني منها قبطيّة، وروى أحمد من طريق الشّعبيّ عن دحية، قال:(قلت: يا رسول اللَّه، ألا أحمل لك حمارًا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال: إنّما يفعل ذلك الّذين لا يعلمون) (تفسير الطبري 22/‏ 645)، و(عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ قُرَّةَ، إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ: جَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ بِتِجَارَةٍ وَالنَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَتَرَكُوا النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَخَرَجُوا إِلَيْهِ، فَنَزَلَت (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الجمعة ـ ١١)، وفي رواية:(محمد والخميس ـ قَالَ وَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً وَجُمِعَ السَّبْيُ فَجَاءَهُ دِحْيَةُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْي، فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيّ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ سَيِّدِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ، قَالَ: ادْعُوهُ بِهَا، قَالَ فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْي غَيْرَهَا، قَالَ وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا) (الموسوعة التاريخية 1/‏ 61، بترقيم الشاملة آليًا).

ـ جهاده:

(كانت أوّل مشاهده الخندق وقيل أحد، ولم يشهد بدرًا) (الإصابة في تمييز الصحابة 2/‏ 321)، وقال ابن سعد:(أخبرنا وكيع، عن مجاهد، قال: بعث رسول اللَّه ـ صلّى اللَّه عليه وسلّم ـ دحية سرية وحده، وقد شهد دحية اليرموك، وكان على كردوس) (تفسير عبد الرزاق 1/‏ ـ 336)، (خَرَجَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ فَقَالُوا: مَرَّ عَلَيْنَا دَحْيَةُ الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِدَحْيَةَ، وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ، أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِيُزَلْزِلَهُمْ، وَيَقْذِفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، قَالَ: فَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْتُرُوهُ بِالْحَجَفِ حَتَّى يُسْمِعَهُمْ كَلَامَهُ، فَفَعَلُوا، وهو رسول النبيّ ـ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ـ إلى قيصر، فلقيه بحمص أول سنة سبع أو آخر سنة ست) (البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج 4/‏ 581).

محمود عدلي الشريف

 [email protected]