الخميس 24 أكتوبر 2024 م - 20 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

عام هجري ودعم الحاضنة الشعبية للمقاومة

عام هجري ودعم الحاضنة الشعبية للمقاومة
الأربعاء - 10 يوليو 2024 05:40 م

جودة مرسي

10

عام هجري جديد يمر على الأمة الاسلامية وهي تقف شاهدة على حرب الابادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني ضد ابناء غزة العزة، وربما يكون هذا العام الهجري الجديد الذي يذكرنا بهجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – بمثابة نقطة تحول وتغيير واقعنا للأفضل وفرصة لوحدة الصف العربي والاسلامي في مواجهة العدو الصهيوني لوقف العدوان على غزة، وتكون الامة بمواقفها حاضنة للمقاومة الفلسطينية الباسلة وتقدم لها يد العون، وصمود المقاومة الفلسطينية خلال أكثر من تسعة أشهر وتكبيدها للعدو الصهيوني المحتل خسائر كبيرة، واذلاله امام شعبه والعالم كله، وتكسير عظامه في كل ارجاء الاراضي المحتلة من اقصى شمال قطاع غزة في بيت حانوت حتى مدينة رفح في الجنوب، وامتداد العمليات القتالية لتشتد في الضفة الغربية، يعني دلالة واضحة ان هناك مقومات كبيرة وغير عادية تقف خلف المقاومة الباسلة لتجعلها بهذه القوة وهذا الصمود وهذه النتائج المبهرة، ولا يوجد سبيل لتحقيق ذلك اعظم من الحاضنة الشعبية التي تتعرض لاقصى انواع العنصرية وحرب لاهوادة فيها قاصدة الابادة الجماعية، ومع كل هذه الظروف الاستثنائية التي لم يتعرض لها شعب من قبل، تقوم الحاضنة الشعبية الفلسطينية سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية التي دخلت الصراع بقوة، وايضا عرب 48 بتعويض المقاومة الباسلة عن خزي المواقف العربية والاسلامية، وتمدها بالمواقف المؤيدة مضحية بالكثير من الدماء التي تسيل، ومزودة بالالاف المقاتلين الجدد، وقد ذكرت التقارير الاستخباراتية الغربية والاميركية التي تتحدث في اكثر من مناسبة عن اعادة تنظيم وتجديد المقاومة الفلسطينية لقدراتها القتالية، واستعادة قواتها بفضل الحاضنة الشعبية المؤيدة بقوة لرجال المقاومة.

وقد ساهمت الحاضنة الشعبية في اعادة ترميم القدرات العسكرية للمقاومة التي حاصرت العدو في مختلف قطاع غزة، واذلته ووجهت له العديد من الضربات الموجعة، مما ادى الى استنزاف قدرات العدو القتالية من حيث الجنود والمعدات، من خلال المعارك التي تسجلها كاميرات المقاومة التي تقوم بتدوين الاحداث سواء للمصداقية او للتاريخ، وكان لها التاثير الكبير في تكوين راي عام شعبي عالمي مؤثر بقوة، افرز مؤخرا نتائج مغايرة للمواقف الحالية المؤيدة للكيان الصهيوني في العملية الانتخابية لبعض البلدان الغربية مثل بريطانيا، فالقت المقاومة الضوء على جرائم الكيان المحتل، وعلى اهمية السعى الدولي لايجاد حلول تفضى الى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومناهضة للعدو الصهيوني وحرب الابادة التي يقوم بها، كما ان حركتي المقاومة الاسلامية، حماس وسرايا القدس نجحتا بفضل الحاضنة الشعبية في تجنيد مائة الف مقاتل جدد لصفوفهما، حسب تأكيدات جيش الاحتلال المنقولة من تقارير مخابراتية.

هذه النتائج بعض من بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني سواء المقاومة الباسلة اوالمواقف الداعمة من الحاضنة الشعبية التي لم تتاثر بنزيف الدم الذي تتعرض له من العدوان الصهيوني الغاشم، فقط نتمنى وندعو بمناسبة هذه الذكرى الطيبة أن يفيق العالم الاسلامي والعربي وان يكونوا هم ايضا الحاضنة الشعبية الكبرى للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وان يعززوا مواقفهم لحماية أهالي غزة من الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها في كل يوم منذ اكثر من تسعة اشهر وخلفت الالاف من الضحايا، والتصدي للسياسات التي يقوم بها الغرب المتصهين ومن يدور في فلكه.

جودة مرسي

من أسرة تحرير «الوطن »