الأحد 08 سبتمبر 2024 م - 4 ربيع الأول 1446 هـ
أخبار عاجلة

الرجل الذي كان جبريل يأتي على صورته (1)

الأربعاء - 03 يوليو 2024 06:11 م
30



إخوة الإيمان.. أحييكم وأتمنى لكم أوقاتًا عامرة بالهدى والإيمان، فبهما يصل المرء إلى نور ربه ورضاه، ومحبته وهداه، وحظى بتأييده له وعطاه، وما من فضل إلا وعليه أسداه، وما من خير إلا له أغدقه وأهداه، وما من ستر إلا وعليه أعمه وعطاه، فكان العبد في معية دائمة مع ربه، لكم المعية التي ترفع العبد ليكون إلى الملائكية أقرب، وموعدنا اليوم مع صحابي جليل أخلص لربه واتقاه، واتبع رسوله وأطاعه، فازداد حمالًا فوقه جماله، حتى أن سيدنا جبريل (عليه السلام) كان يأتي إلى رسوله الله (صلى الله عليه وسلم) أحيانًا في صورة هذا الصحابي الجليل، ويجد بالذكر أن هذا الصحابي الجليل كان من أجمل الناس وأوجههم وجهًا وجاهة، فهل تعلمون من هو؟!.

* اسمه ووصفه:

إنه (دحية الكلبي) ـ رضي الله عنه ـ واسمه بالكامل:(دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج، الأكبر بن عوف الكلبيّ)، وهو صحابيّ مشهور، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وقد كان جبريل عليه السلام ينزل على صورته، فقد جاء ذلك من حديث أم سلمة، ومن حديث عائشة. وروى النّسائيّ بإسناد صحيح، عن ابن عمر ـ رضي اللَّه عنهما:(كان جبرائيل يأتي النبيّ ـ صلّى اللَّه عليه وسلّم ـ في صورة دحية الكلبيّ)، وروى الطّبرانيّ من حديث عفير بن معدان، عن قتادة، عن أنس أنّ النبيّ (صلّى اللَّه عليه وآله وسلم) قال:(كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي، وكان دحية رجلًا جميلًا) (رواه أحمد في مسنده 2/ 107)، وروى العجليّ في تاريخه:(عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته) (الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 321).

قصة عجيبة في إسلامه:

ذكر صاحب (روح البيان 1/ 183): (حُكي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحب اسلام دحية الكلبي لأنه كان تحت يده سبعمائة من أهل بيته، وكانوا يسلمون بإسلامه، وكان يقول: "اللهم ارزق دحية الكلبي الإسلام" فلما أراد دحية الإسلام أوحى الله إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد صلاة الفجر "أن يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول: إن دحية يدخل عليك الآن، وكان في قلوب الأصحاب شيء من دحية من وقت الجاهلية، فلما سمعوا ذلك كرهوا أن يمكنوا دحية فيما بينهم، فلما علم ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كره أن يقول لهم مكنوا دحية، وكره أن يدخل دحية فيوحشوه، فيبرد قلبه عن الإسلام، فلما دخل دحية المسجد رفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رداءه عن ظهره وبسطه على الأرض بين يديه فقال: دحية هاهنا)، وأشار إلى ردائه فبكى دحية من كرم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفع رداء وقبله ووضعه على رأسه وعينيه، وقال: ما شرائط الإسلام أعرضها علي فقال: "أن تقول أولاً لا إله إلا الله محمد رسول الله" فقال دحية ذلك، ثم وقع البكاء على دحية، فقال ـ عليه الصلاة والسلام:"ما هذا البكاء؟ وقد رزقت الإسلام". فقال إني ارتكبت خطيئة وفاحشة كبيرة فقل لربك ما كفارته؟ إن أمرني أن أقتل نفسي قتلتها، وإن أمر أن أخرج من جميع مالي خرجت. فقال ـ عليه الصلاة والسلام: "وما ذلك يا دحية؟"، قال: كنت رجلا من ملوك العرب واستنكفت أن تكون لي بنات لهن أزواج، فقتلت سبعين من بناتي كلهن بيدي فتحير النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في ذلك حتى نزل جبريل فقال: "يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول قل لدحية وعزتي وجلالي إنك لما قلت لا إله إلا الله غفرت لك كفر ستين سنة وسيئاتك ستين سنة فكيف لا أغفر لك قتل البنات" فبكى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأصحابه، فقال ـ عليه الصلاة والسلام: "إلهي غفرت لدحية قتل بناته بشهادة أن لا إله إلا الله مرة واحدة، فكيف لا تغفر للمؤمنين بشهادات كثيرة وبقول صادق وبفعل خالص؟!.. وللحديث بقية.

محمود عدلي الشريف*