الاثنين 20 مايو 2024 م - 12 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : حماية أميركية تشجع الصهاينة على القتل

الأربعاء - 08 مايو 2024 05:43 م

رأي الوطن

90

جاء ردُّ الحكومة الصهيونية الإرهابية على محاولات الهدنة بجهود مصرية وقطرية، بعد موافقة حركة حماس، بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وبدء هجوم إرهابي جديد على المدينة، قالت عنه الإدارة الأميركية إنَّه (محدود)، ما يؤكِّد أنَّها تعْلَم جيِّدًا تفاصيل الهجوم، الذي سيكون له تأثير كارثي على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لا ملجأَ لَهُم سوى مدينة رفح، التي أعطت واشنطن الضَّوء الأخضر وفق التصريح الأخير للمتحدِّث الأميركي للمُجرِم نتنياهو وحكومته لِشنِّ حرب إبادة على البقية الباقية من الشَّعب الفلسطيني الأعزل؛ لِيفرضَ ما يريد من شروطٍ تُخرجه من ورطته السياسية، بغَضِّ النَّظر عن الأثر الإنساني لهذا العدوان الإرهابي المُميت، الذي حذَّر العالم أجمع من خطورته. لكن تظلُّ الحماية الأميركية هي بوَّابة الكيان الصهيوني لِمُمارسةِ أبشع صنوف القتل والإرهاب التي عرفها العصر الحديث.الغريب أنَّ واشنطن منذ يوميْنِ فقط كانت تتَّخذ موقفًا متشدِّدًا من الهجوم على رفح، وأكَّدت مرارًا وتكرارًا أنَّه سيؤدِّي إلى كارثة إنسانية في المنطقة مع وجود أكثر من مليون ونصف مليون شخص في المنطقة. فالعملية والتصرُّفات الصهيونية في منطقة رفح هي كارثة إنسانية، هناك الآن العديد من المَدَنيين، بينهم نساء وأطفال، جوعى يتفاقم وضعهم مع احتلال قوَّات الاحتلال الصهيوني الجانب الفلسطيني من معبَر رفح الحدودي، وهو الشريان الوحيد للمساعداتِ القليلة التي تصل القِطاع، وهو ما يعني أمرًا بالقتل الجماعي، فمَن سينجو من القنابل سيموت من الجوع بعد سيطرة العدوِّ المحتلِّ على المعبَرِ ومنع دخول أيِّ مساعدات إلى القِطاع، ومنع خروج الجرحى لِتلقِّي العلاج، ما يعني موتًا حتميًّا لِمليونٍ ونصفِ المليون فلسطيني، دُونَ ردِّ فعلٍ رادع للصهاينةِ، الذين يتمتعون بغطاء الحماية الأميركي.

إنَّ غياب ردِّ الفعل الأميركي المانع لهذا العدوان الإرهابي الكارثي يعني ـ بما لا يدع مجالًا للشَّك ـ مشاركة واشنطن في حرب الإبادة هذه، وهو ما يلزم التحرُّك قضائيًّا ضدَّ أميركا وممارسة بايدن ذاته، فلولا الموقف المُخزي من الإدارة الأميركية لَمَا تجبَّر العدوُّ الصهيوني بهذا الشَّكل، ولا تجرَّأ على الهجوم على رفح، رغم التحذيرات الأُممية والدولية، التي تؤكِّد أنَّ احتلال الجانب الفلسطيني من معبَر رفح هو تجويع متعمَّد وقتلٌ جماعي، خصوصًا إذا ما عَلِمْنا أنَّ مخزونات الغذاء في غزَّة تغطِّي فقط من يوم إلى أربعة أيام فقط، وفق الأُمم المُتَّحدة. كما أنَّ مدينة رفح تُعَدُّ آخر ملاذٍ للنَّازِحِين في القِطاع المنكوب، خصوصًا في ظلِّ الظروف المزرية التي يواجهها أبناء فلسطين داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة. ما يحدُث في قِطاع غزَّة من تصعيد صهيوني بالغ الخطورة، يُنذر بالتسبُّب في حصيلة إجرامية غير مسبوقة، وكارثة إنسانية واسعة النطاق والأبعاد، يؤكِّد أنَّ كيان الاحتلال الصهيوني ماضٍ في تنفيذ مُخطَّطاته الرَّامية لإبادة الشَّعب الفلسطيني وتهجير مَن تبقَّى منه، ولا يأبه بإجماع المجموعة الدولية على ضرورة التسريع في تنفيذ وقفٍ فوريٍّ ودائمٍ لإطلاق النَّار في قِطاع غزَّة، وعلى حتمية إطلاق مسار سياسي يكفل قيام الدَّولة الفلسطينية المُستقلَّة ذات السِّيادة كحَلٍّ عادلٍ ودائم لِلصراعِ، وذلك نتيجة الدَّعم والحماية الأميركيَّيْنِ.