الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

أوراق الخريف : قمة البحرين.. والملفات الساخنة العالقة

أوراق الخريف : قمة البحرين.. والملفات الساخنة العالقة
الثلاثاء - 07 مايو 2024 05:22 م

د. أحمد بن سالم باتميرا

30

هل تنجح مملكة البحرين في لمِّ الشَّمل العربي وتوحيد كلمة العرب، في قمَّتهم القادمة التي تستضيفها المنامة يوم الخميس القادم.. قمَّة في غاية الأهمية وعلى جدول أعمالها ملفات سياسية واقتصادية عالقة، وكلُّنا ثقة في جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في إدارته لجلسات القمة، والخروج بقرارات تحقق تطلُّعات الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط، وأن تفتحَ صفحة جديدة من العلاقات الطيبة بين الجميع.

وبالأمس أرسلت الدعوات لأصحاب الجلالة والفخامة والسُّمو قادة الدول العربية، فيما تستعد مملكة البحرين لاستضافة القمَّة في دَوْرتها العادية الثالثة والثلاثين التي تأتي في ظلِّ أوضاع شائكة ومعقَّدة واستثنائية تمرُّ بها المنطقة العربية والعالم من أحداث سياسية وجيوسياسية وتحدِّيات اقتصادية، وذلك ما يجعل أنظار العالم تتَّجه إلى هذه القمَّة ذات الأهمية القصوى. فاليوم نحن نعيش حالة تشهد العديد من التحدِّيات والتهديدات والنزاعات الإقليمية، لعلَّ أهمَّها الأوضاع في غزَّة، والحاجة إلى مسار سياسي نحو سلام عادل ودائم في المنطقة على أساس حلِّ الدولتين وقَبول فلسطين كعضوٍ كامل العضوية في الأُمم المُتَّحدة.

ونؤمن بحكمة وقدرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تعزيز اللحمة العربية، وتحقيق ما نصبو إليه من هذه القمَّة من توحيد الكلمة العربية، والعمل على استقرار الأوضاع في المنطقة، ومواجهة الأعداء في ظلِّ الأوضاع السياسية المتوتِّرة والمخاوف من اتِّساع رقعتها في الشرق الأوسط إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قِطاع غزَّة والضربات الموَجَّهة لإيران ولبنان وسوريا. وتعَدُّ القضيَّة الفلسطينية بندًا رئيسًا على جدول أعمال القِمم العربية، ولكن قمَّة المنامة مطالبة بالردِّ الحازم على السقطات التي حدَثَت بعد السابع من أكتوبر الماضي وتعري الأُمم المُتَّحدة والدوَل الكبرى التي كانت تنادي بالسَّلام وتطبيق العدالة والحُرية وحقوق الإنسان ونشرِ السَّلام وليس الكَيْل بمكيالين. فلقاءات جلالة ملك البحرين قَبل القمَّة واتِّصالاته مع القادة العرب للعملِ على إنجاح القمَّة التي أمامها تحدِّيات تحتِّم عليهم جميعًا قدرًا عاليًا من الحكمة والتنسيق الجادِّ وتوحيد آرائهم وقراراتهم التي تُسهم في تعزيز التضامن العربي، ودعم جهود السَّلام الحقيقية ووقف هذا العدوان، وإرسال رسالة للدوَل الكبرى وللغربِ بأنَّنا متَّحدون في مواجهة كُلِّ ما يعترض مصالحنا ويؤذي شعوبنا. من هنا فكافَّة الأنظار في كافَّة القارَّات والدوَل، تتطلع إلى مخرجات قمَّة المنامة السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحن هنا نقدِّر عاليًا جهود جلالة الملك حمد بن عيسى في ترسيخ قِيَم التعايش السِّلمي وحُسن الجوار واحترام سيادة الدوَل وعدم التدخل في شؤونها، وفي الوقت ذاته إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه في العيش بسلام وأمان وإحلال السَّلام في فلسطين وغيرها. قمَّة البحرين لها أهمِّية كبرى، من حيث المكان والتوقيت حيث ستكُونُ المرَّة الأولى التي تستضيف فيها المملكة أعمال قمةٍ عربية، وهو ما يكسب هذه القمَّة مزيدًا من الخصوصية، ومزيدًا من التطلُّعات لأبناء شعوبها، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذه القمَّة لرسمِ مسارات جديدة مختلفة وقرارات تصبُّ في مصلحة الأُمَّة العربية التي تعَدُّ جسمًا واحدًا وجزءًا لا يتجزَّأ ولا ينفصل أبدًا. فكما طُويت صفحات وصفحات، نأمل برؤية انفراجة في بعض العلاقات العربية البينية واستقرار ليبيا واليمن والسودان والصومال، فالأمن والتنمية متلازمان، وعلى القادة العرب إرساء هذه المسوِّغات المهِمَّة دون الإخلال بمرتكزات الأمن الضرورية بين دوَل المنطقة، والحذر كُلّ الحذر من الماسونية الجديدة وأهدافها. فالشعوب العربية تُقتَل هنا وهناك والثروات تُهدَر، والتنمية تُهدَم ما بني بمليارات عربية، لذا حان الوقت للعرب لإعادة صياغة مواقفهم، فلسنا بحاجة لِقِمَم بيانات، بل لقراراتٍ وقمَّة تاريخية توحِّدنا قولًا وفعلًا، والاستفادة من التجارب السابقة وأضرارها وآثارها، فتاريخ دلمون يسعفها أن تكُونَ كذلك.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا