الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : فرصة لتعزيز المكانة السياحية

الاثنين - 06 مايو 2024 07:16 م

رأي الوطن

40


يُعَدُّ قِطاع السياحة من أسرع القِطاعات نُموًّا في العقود القليلة الماضية، وتعوِّل عليه سلطنة عُمان في تحقيق التنويع الاقتصادي المنشود، وذلك بما تملكه من مُقوِّمات سياحية متعدِّدة المنتجات، ويبقى الرهان الأكبر الذي تسعى السَّلطنة إلى تحقيقه، هو تنمية هذا القِطاع الواعد بشكلٍ مستدام، يواكب توجُّه البلاد نحو تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، وهو ما يستلزم تسريع وتيرة تحوُّل قِطاع السياحة إلى صافي الانبعاثات الصفري، والعمل على تحقيق المساهمة الفاعلة في دعم الجهود العالمية الهادفة إلى حماية الطبيعة والمُجتمعات المحلِّية المرتبطة بالمواقع السياحية في البلاد، وذلك عبر تميكن قِطاع السياحة من النُّمو وإيجاد فرص العمل، مع تحقيق أهداف الاستدامة الأُمميَّة. ومن هذا المنطلق تأتي مشاركة سلطنة عُمان في النسخة الـ(31) لِمَعرضِ سُوق السَّفر العربي، والتي تأتي هذا العام عَبْرَ شعار (تمكين الابتكار ـ تحويل السَّفر من خلال ريادة الأعمال)، والمقامة بإمارة دبي بدَولة الإمارات العربية المُتَّحدة وتستمرُّ عدَّة أيام، حيث تعكس المشاركة الكبيرة، التي تضمُّ حوالي (36) شركةً ومؤسَّسةً ومنشأة من مؤسَّسات القِطاع السياحي العُماني، أهمِّية هذا المعرض في تحقيق التنمية السياحية المستدامة. فالمعرض فرصة لِتَبادُلِ الخبرات مع أكثر من (200) متحدِّث من أبرز الخبراء في صناعة السَّفر والسياحة العالمية من جميع أنحاء العالم، الذين سيبحثون عددًا من الموضوعات أهمُّها الدَّوْر المتنامي للذَّكاء الاصطناعي، ومستقبل الطيران، وقِطاع المنتجات الفاخرة، والسَّفر المستدام، بالإضافة إلى عرض الابتكارات المتطوِّرة المُصمَّمة لِتَحسينِ الكفاءة والربحية داخل القِطاع، واستكشاف الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لِدَفعِ التحسينات عَبْرَ مجموعة من القِطاعات.

إنَّ المشاركة في تلك التجمُّعات العالمية والعربية يعمل على تعزيز تجارب المستفيدين، ورفع الكفاءات وتسريع الاستدامة بقِطاع السياحة والضيافة والسَّفر، حيث يجمع كافَّة أطراف المعادلة السياحية من عارضين في مجالات الطيران والإقامة والضيافة والمعالم السياحية والتكنولوجيا، والاستفادة من الابتكار للمساعدة في تحقيق أهداف الأمم المُتَّحدة للتنمية المستدامة من خلال بناء قِطاع سفر وسياحة أكثر استدامة، بالإضافة إلى استقطاب وجذب مستويات أكبر من التمويل لِزيادةِ المساهمة الإجمالية لِلْقِطاعِ في الناتج المحلِّي الإجمالي العالمي، وهو ما يواكب تطلُّعات سلطنة عُمان الاقتصادية والتنموية المستدامة، وذلك عَبْرَ إقامة علاقات جديدة وتبادل المعرفة والخبرات؛ لِتَعزيزِ المكانة وتحويل السَّلطنة إلى منطقة جذب سياحي عالميًّا من خلال تواصل الاستثمار في تطوير البنية الأساسية للسياحة ودفع التنويع الاقتصادي.

ولا ريبَ أنَّ المشاركة في مِثل هذه الأحداث الإقليمية والعالمية الكبرى تفتح الأبواب لبناء قِطاع سياحي يصبح مُكوِّنًا أساسيًّا من مُكوِّنات الاقتصاد الوطني، خصوصًا وأنَّ هذا القِطاع الواعد شهدَ نُموًّا مُطَّردًا في كافَّة المجالات؛ حيث وصلت مساهمة القِطاع السياحي في الناتج المحلِّي الإجمالي في السَّلطنة (2.4) بالمئة بنهاية 2022، وبلغ عدد السياح القادمين إليها في عام 2023 نحو (4) ملايين سائح، بزيادة قدرها (36.7) بالمئة مقارنةً بعام 2022، وهو ما يؤكِّد قدرة الجهود المبذولة في تحقيق النُّمو المطلوب في القِطاع السياحي، خصوصًا وأنَّ الطموحات العُمانية في هذه الصناعة تتخطَّى المشاركة الإقليمية، وتطمح في أنْ تكُونَ وجهة سياحية رائدة عالميًّا. فالمشاركة في الأحداث العالمية فرصة لِتَعزيزِ مكانة البلاد في المحافل الدولية عَبْرَ العمل والتعاون مع الشركاء، والحضور الفاعل في الأسواق السياحية الخارجية، بما يتماشى مع خطط التوسُّع المستقبلية في استقطاب السياح من الأسواق غير التقليدية.