الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

الصمت والتجاهل سيشعل نيرانا يكتوي بها الجميع

الصمت والتجاهل سيشعل نيرانا يكتوي بها الجميع
إبراهيم بدوي
الاثنين - 06 مايو 2024 04:41 م

إبراهيم بدوي

10

ليس من المعقول أو من المنطقي أن يبقى العالم أجمع في عصرنا الحديث رهينةً لِحماقة أو إرهاب بعض الحكام، خصوصًا وأنَّ هذا العالم قد مرَّ بتجارب سابقة دموية، كانت نتيجة لِتشبُّثِ البعض بأيديولوجية أو أوهام سُلطة سيطرت على الحاكم ومريديه، لدرجة أنَّ هؤلاء الحكام فقدوا إنسانيتهم هم وأتباعهم، وارتكبوا من المجازر التي تحبل بها صفحات التاريخ الإنساني، والتي كان لها تأثير كارثي، ليس على الشعوب الأخرى، بل إنَّ أكثر مَن دفعَ ثمَنَ جرائم هؤلاء القتلة هم شعوبهم، خصوصًا الدائرة المتطرفة التي أوصلتهم إلى الحكم، وناصرَتهم فيما مارسوه من قتل وإرهاب وإبادة جماعية، وظلوا راضين حتى دارت عليهم الدوائر، وبدأوا يدفعون ثمن المشاركة فيما ارتكب من جرائم.

وهنا نتحدث عن الصَّمت الدولي، خصوصًا من قبل الإدارة الأميركية التي دعمت منذ الوهلة الأولى المُجرِم نتنياهو، وهي تدرك تطرُّفه وإرهابه، ودموية مَن حوله، بل إنَّها تدرك أنَّ إطالة الحرب في غزَّة، ودفع مئات الآلاف من الفلسطينيين العُزَّل الثَّمن من دمائهم الزكية، مرهونة برغبة هذا المُجرِم الذي تحميه أميركا، والذي يراهن بمصير المنطقة والعالم من أجْلِ البقاء على كرسي الحكومة الملطَّخ بالدماء، خصوصًا وأنَّ الداخل الصهيوني ـ رغم تطرُّفه ـ باتَ يتَّهمه بالفشل، رغم كُلِّ ما مارسه من إرهاب وقتل، لم يشهده العصر الحديث، فنتنياهو يدرك أنَّ نهاية حرب غزَّة تعني نهايته السياسية في الأوساط الصهيونية على أقل تقدير، ناهيك عن المحاسبة التي يُمكِن أن تطولَه داخليًّا وخارجيًّا.

ومن هذا المنطلق، فإصراره على القتل والإرهاب، وإطالة أمَد المعركة قد يبدو منطقيًّا بالنسبة إليه، لكنَّه ليس به أيُّ منطقٍ بالنسبة لِمَن يدعمه في الداخل والخارج، خصوصًا الإدارة الأميركية، التي تدرك هذه الحقيقة منذ الوهلة الأولى، ورغم ذلك لا تزال تساعده وتسانده، وتدعمه فيما يقوم به من قتلٍ وحرب إبادة جماعية، سواء بالسلاح، أو بالحماية التي تساعده حتى الآن من الإفلات من المحاسبة، وتظل تداور وتناور من أجْلِ تحقيق هدنة بمواصفات خاصَّة، تجعله يبدو منتصرًا رغم الأحاديث المتسربة من الغرف المغلقة، والتي تؤكد الخلاف الكبير بين الإدارة الأميركية، وحكومة الإرهاب الصهيوني، لكنَّها تبقى خلافات تسمع كالأنين المكتوم، ولا يجرؤ بايدن أو متحدِّثه على إعلانها.

صحيح أنَّنا ندرك خوف بايدن وإدارته من دَوْر اللوبي الصهيوني في انتخاباته المقبلة، وهو دَوْر تؤكد الشواهد، أنَّه ليس ديمقراطيًّا، بدليل الغضبة الشَّعبية المنتشرة في الشوارع والجامعات الأميركية، والتي يتجاهلها بايدن إرضاء لهذا اللوبي الذي باتَ يتحكم في الإدارة الأميركية، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية. فهذا الموقف المخزي الذي يسمح لهذا الإرهابي الصهيوني بالتحكم بمصائر الشعوب، خصوصًا في ظلِّ التجارب السابقة التي تؤكد أنَّ الصَّمْتَ على مِثل هذه النَّوعية من المُجرِمين، سيقود العالم إلى الجنون. ولعلَّ الحربيْنِ العالمتيْنِ الأولى والثانية كانتا نتيجة للصَّمت الذي أبداه العالم تجاه تجاوزات الانطلاقة، التي ما لبثت أن أشعلت النيران التي اكتوى بها كافَّة سكَّان المعمورة، وليس الحكومات والشعوب التي صمتت في البداية فقط.

صحيح أنَّنا ندرك خوف بايدن وإدارته من دَوْر اللوبي الصهيوني في انتخاباته المقبلة، وهو دَوْر تؤكد الشواهد، أنَّه ليس ديمقراطيًّا، بدليل الغضبة الشَّعبية المنتشرة في الشوارع والجامعات الأميركية..

إبراهيم بدوي