الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

طريق التنمية الاستراتيجي

طريق التنمية الاستراتيجي
الاثنين - 06 مايو 2024 04:38 م

أ.د. محمد الدعمي

40


وضع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إمضاءيهما على اتفاق مهمٍّ يحمل عنوانًا لافتًا، وهو: «طريق التنمية الاستراتيجي».

هذا طريق استراتيجي سريع يفترض أن يمتدَّ من إسطنبول بتركيا، باتجاه الجنوب عَبْرَ مُدُن تركيا الرئيسة ثم يعبُر الحدود الدولية مع العراق إلى الموصل، فسامراء وبغداد، متجهًا إلى البصرة على رأس الخليج العربي، ومنها نحو دَولة قطر ودَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، على سبيل أن يكُونَ طريقًا استراتيجيًّا عالميًّا لِخَدمةِ التجارة ونقل البضائع والأفراد بسرعة.

وإذا ما شعر المرء بالسعادة لرؤية مراسيم الإمضاء على هذا المشروع الذي قد ينقل الإقليم أعلاه إلى مستوى قريب من وحدة اقتصادية واعدة، فإنَّه لا بُدَّ للمتابع أن يتساءلَ عن عدم توقيع الاتفاق الاستراتيجي من قِبل دَولة الكويت الشقيقة، وهي تقع ملاصقة مباشرة لجنوب محافظة البصرة، أي أنَّ الطريق أعلاه لا يُمكِن أن يتبلورَ على أرض الواقع إلَّا بمرورِه بدَولة الكويت الشقيقة كَيْ يتمَّ «الوصل الاستراتيجي» الموعود مع دَولتي قطر والإمارات العربية المُتَّحدة.

وإذا ما كان هذا الطريق يأتي تذكيرًا بخطِّ سكك حديد BB (برلين بغداد)، الذي كان من أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى، بعد أن تزايدت شكوك لندن ـ باریس بهذا الخط، خشية توسُّع ألمانيا «الموحدة» كولونياليًّا. فإنَّ تفجُّر الحرب العالمية حقبة ذاك جاء عندما لم تسمح كُلٌّ من بريطانيا وفرنسا لألمانيا بمدِّ ذراعها عَبْرَ السكك الحديد من برلين جنوبًا إلى بغداد، عَبْرَ القارَّة الأوروبية وتركيا. والحقُّ، فإنَّ لِلمَرءِ أن يأملَ امتداد هذا الطريق الاستراتيجي جنوبًا: من الإمارات إلى مسقط، كي ينحرفَ من هناك غربًا نحو حضرموت ومنها إلى عدن، حيث تتحقق «وحدة تجارية ـ اقتصادية» بين الدول الخمس الموقِّعة على المشروع الاستراتيجي المهمِّ أعلاه.

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي