الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : السكك الحديدية .. عوائد اقتصادية منتظرة

الاحد - 05 مايو 2024 07:13 م

رأي الوطن

50


أحدثت زيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة الشقيقة طفرة في العلاقات الثنائية، خصوصًا على صعيد مشروع السِّكك الحديدية التي تربط البلديْنِ الشقيقيْنِ، والذي سيكُونُ له دَوْر كبير في المساهمة في تنويع الاقتصاد العُماني، حيث سيدعم المشروع الجديد التبادل التجاري وينطلق بها إلى آفاقٍ أرحب، كما سيُعزِّز العمليات التجارية الثنائية ويوفِّر سهولةً ويُسرًا في عملية تنقل مواطني البلديْنِ، كما سيكُونُ له دَوْر في نقل البضائع ما يُعزِّز الترابط الاقتصادي، ويعطي زخمًا للتبادل الاستثماري، ما سيكُونُ له أثَر كبير على الاقتصاد الوطني في كُلٍّ من سلطنة عُمان ودَولة الإمارات العربية المُتَّحدة الشقيقة، لِيكُونَ نموذجًا ونواة فعَّالة تسرع مشروع الربط الخليجي المنتظر، الذي سيُحدث نقلةً نوعية كبرى في العلاقات البينية بين دول المجلس. إنَّ الفوائد الاقتصادية لِمَشروعِ السِّكك الحديدية، وما تحمله من فوائد داخلية للاقتصاد الوطني عَبْرَ ربط المواقع الإنتاجية بالموانئ ما يدفع عجلة التصدير، التي سيكُونُ لها أثَر إيجابي على تعظيم القِيمة المحلِّية المضافة، وفتح أبواب التنويع الاقتصادي المنشود، كما سيكُونُ لها دَوْر كبير في المساعدة على تخفيض الأسعار في المنطقة، حيث سيوفِّر مشروع الربط بشبكة القطارات التكلفة في نقل البضائع والمواد الغذائية والسَّفر وحركة العمالة ممَّا يمنح السَّلطنة والإمارات قوَّة اقتصادية عملاقة، إضافة إلى تحسين الاتصال الإقليمي بين دوَل مجلس التعاون، وتقليل وقت النقل والتكلفة بين المُدُن والموانئ الرئيسة بتلك المنطقة، إضافةً لِتَعزيزِ التدفقات التجارية، وجذب مستثمرين محتملين، كما ستساعد خطوط السِّكك الحديدية المخصَّصة لِنَقلِ الأوزان الثقيلة لِمَصانعِ التعدين في نقل إنتاجها إلى الموانئ البحرية تمهيدًا لِتَصديرِها، وكذلك ستمرُّ خطوط سكك حقول النفط والغاز في وسط البلاد ممَّا يُسهم في زيادة فاعلية نقل المنتجات النفطية وتخفيض أكلافها. ويأتي إعلان مجموعة أسياد عن بدء التحضيرات لانطلاق الأعمال الإنشائية لِمَشروعِ السِّكك الحديدية الذي يربط بين سلطنة عُمان ودَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، تأكيدًا على ما أحدَثه لقاء جلالة عاهل البلاد المُفدَّى بأخيه صاحب السُّمو رئيس دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، من دفعة كبيرة لهذا المشروع العملاق، خصوصًا وأنَّ تصميم شبكة السِّكك الحديدية جاء باستخدام حلول هندسية مبتكرة للتعامل مع التضاريس والأجواء المناخية، حيث سيتضمن نفقين يبلغ طولهما (2.5) كيلومتر و(36) جسرًا يصل ارتفاع بعضها إلى (34) مترًا، ما يشير إلى حجم المشروع وأهمِّيته، حيث يتضمن المشروع محطَّات الركَّاب في كُلٍّ من صحار والعَيْن، بينما محطَّات الشحن ستكُونُ في كُلٍّ من صحار والبريمي والعَيْن، ويقطع القطار المسافة بين صحار وأبوظبي في (100) دقيقة، فيما سيقطعها بين صحار والعَين في (47) دقيقة، وبطول يبلغ (238) كيلومترًا، وهو ما يوضِّح الفارق الزمني الذي سيُحدثه المشروع في نقل الركَّاب والبضائع، ناهيك عن الجدوى الاقتصادية الكبرى التي سيُحدثها المشروع.

لا شكَّ أنَّ المشروع الوليد سيُسهم في عوائد اقتصادية للبلديْنِ، حيث يُمكِن لرحلةٍ واحدة لقطار الشحن نقْلُ ما يزيد عن (25) ألف طن من البضائع العامَّة، أو شحن ما يزيد عن (270) حاوية نمطية وخفض الانبعاثات الكربونية بمعدَّل (10) مرَّات مقارنةً بوسائل النقل الأخرى، كما سيكُونُ للمشروعِ إضافة في سرعة نقل الركَّاب والبضائع، خصوصًا وأنَّ سرعة قطار شحن البضائع ستبلغ (120) كيلومترًا بالسَّاعة، بينما تبلغ سرعة قطار الركَّاب (200) كيلومتر في السَّاعة. وعلى صعيد الوفرة فيتوقع أنْ يحققَ المشروع وفورات تكاليف نقل البضائع تتراوح بين (35) بالمئة إلى (40) بالمئة مقارنةً بتكلفة وسائل النقل الأخرى، إلى جانب توفير (80) بالمئة من وقت الرحلات لِنَقلِ البضائع بين صحار وأبوظبي مقارنةً بوسائل النقل البحرية وما يصل إلى (50) بالمئة من وقت نقل البضائع عَبْرَ الشاحنات، ما يعكس الأهمِّية الكبرى لهذا المشروع العملاق الذي يحمل الطموحات الوطنية لآفاقٍ أرحبَ.