الاحد 19 مايو 2024 م - 11 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

معلمة ولكنها تحمل مسدسا

معلمة ولكنها تحمل مسدسا
الاحد - 05 مايو 2024 04:53 م

أ.د. محمد الدعمي

20

بعد تكرار حالات ظهور طلاب يحملون السلاح ويقومون بإطلاق النار على رفقائهم ومعلِّميهم عشوائيًّا في المدارس الأميركية (من الابتدائية، إلى الصفوف الجامعية)، ونظرًا لعدم إمكانية ضبط «السِّلاح المنفلت» الذي يقع بأيدي الطلاب والطالبات من خزائن والديهما، علاوةً على حدوث جرائم قتل عشوائي مروِّعة في عددٍ كبير من المدارس والجامعات الأميركية، قرَّرت ولاية تينسي Tennessee الأميركية السماح للمعلِّمين والمعلِّمات على جميع المستويات الدراسية (من الابتدائية، إلى الجامعة) بحمل مسدَّس (وإن كان غير منظور، أي مخفي) داخل الصَّف، ليس فقط كإجراء لِحمايةِ النَّفْس، ولكن كذلك كإجراء مبرِّر لِحمايةِ التلاميذ في الصفوف التي يقوم هؤلاء المعلِّمون بالتدريس، بداخلها، خصوصًا وأنَّ ظاهرة حوادث الرمي العشوائي الماضية لم تستثنِ المعلِّمات والمعلِّمين من غضب التلاميذ الموتورين الذين غالبًا ما يحاولون فرض شخصياتهم الشَّاذة من خلال القتل المتعافي (لا على التعيين) لأسباب عاطفية مثلًا في دواخل الصفوف والمدارس، كأسلوبٍ لِجَذبِ الاهتمام حتى وإن كلَّف ذلك المُجرِم البقاء في السجون طوال المتبقي من سني حیاتهم.

هذه سابقة خطيرة لم تحدُث في أيٍّ من دوَل العالم، بل ولا في أيٍّ من دوَل العالم الغربي كذلك. إلَّا أنَّها تحدُث في الولايات المُتَّحدة (حيث يكُونُ كُلُّ شيء ممكنًا، كما قال الرئيس جو بايدن أثناء حملته الانتخابية، 2020).

بَيْدَ أنَّ حمْلَ المعلِّم مسدسًا داخل الصَّف لا يُمكِن أن تسمحَ به دوائر التربية بهذه البساطة، فهناك الكثير من المعلِّمين الذين يعانون هُمْ أنْفُسهم من أمراض نَفْسية كالعصابية والانفعالية Apheresis.

لذا اشترطت دوائر التربية في الولاية أعلاه أن لا يُسمح للمعلِّم أو المعلِّمة بحملِ السلاح داخل الصَّف (الذي يجِبُ أن يكُونَ نموذجًا للسِّلم والسَّلام والمَحبَّة)، إلَّا بعد الاستفسار الكامل عن خلفيتها أو خلفيته العائلية والاجتماعية، زيادةً على ضرورة اجتيازها أو اجتيازه اختبارات نَفْسية (سيكولوجية كافية) تؤكد توازن المعلِّمة أو المعلِّم النَّفْسي المسموح له بحملِ السِّلاح داخل الصَّف، خشية الانفعالات وحالات «فقدان الأعصاب»، كما كان يحدُث لبعضِ معلِّمينا في المدارس الابتدائية، حيث يعمد ذلك المعلِّم إلى العقوبات البدنية بتلاميذه الذين لا يطيعون الأوامر، جاعلِيه يضيق ذرعًا بهم!

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي