الجمعة 17 مايو 2024 م - 9 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : اتفاقيات تعزز مكانة السلطنة فـي إنتاج الهيدروجين الأخضر

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 06:31 م

رأي الوطن

40

أطلقت التوجيهات السَّامية لحضرةِ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ القاضية بضرورة تسريع وتيرة إجراءات تنظيم قِطاع الهيدروجين الأخضر، القدرات الكامنة التي تملكها سلطنة عُمان في هذا القِطاع الواعد، حيث تسارعت الخطوات وتمَّ وضع الأُطر القانونية والسياسات اللازمة لِنُموِّه وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه، وذلك لِتتحوَّلَ السَّلطنة في شهور قليلة قِبلةً لِلمستثمِرِين، لِتَخطوَ خطوات واسعة لِتكُونَ إحدى أهمِّ دوَل العالم في إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تمَّ التمكُّن من توقيع (8) اتفاقيات من المؤمل أن تنتجَ ما يقارب (35) جيجاوات من الطاقة الكهربائية المُتجدِّدة وإنتاج نحو (1.4) مليون طن من الهيدروجين الأخضر، الذي باتَ أحَد أهمِّ مصادر الطاقة المُتجدِّدة في العالم أجمع، التي يُمكِنها أنْ تساعدَ في تقليل انبعاثات الكربون.

وقَدِ استطاعت سلطنة عُمان تحقيق تلك الطفرة في هذا الوقت القياسي؛ بفضلِ ما تملكه من مُقوِّمات رئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدَّة، إلى جانب خبرتها الواسعة في إنتاج الطاقة وتصديرها ومركزيتها في الأسواق وطُرق التجارة العالمية، عَبْرَ موقع الاستراتيجي المتفرِّد، بالإضافة إلى ما تملكه من علاقات متميِّزة حَوْلَ العالم، ما أهَّلَها لِتكُونَ مركزًا مُهمًّا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، ما سيؤدِّي دَوْرًا كبيرًا في تخفيف آثار التغيُّر المناخي، وذلك عَبْرَ الجهود الرامية لِتَحقيقِ الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، حيث تمتزج الرؤية العُمانية في هذا الصَّدد بين تحقيق الإصحاح البيئي المنشود، مع الاستفادة من الجدوى الاقتصادية الكبرى الموجودة في هذا النَّوع الجديد من الطاقة.

وتُوِّجت الجهود العُمانية، التي تنطلق من الرؤية السَّامية الثاقبة، بتوقيع شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، على اتفاقيتَي تطوير مشروع وحقِّ الانتفاع بالأرض لِمشروعَيْنِ في محافظة ظفار، بإجمالي استثمارات بلغ (11) مليار دولار أميركي، لِيصلَ إجمالي السَّعة الإنتاجية للهيدروجين في سلطنة عُمان بحلول عام 2030م إلى (1.38) مليون طن سنويًّا، وسيهدف المشروع إلى إنتاج ما يقارب (178) ألف طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030م باستخدام ما يقارب (4.5) جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المقترنة بتخزين البطاريات، إضافة إلى مُحلل كهرباء بسعة (2.5) جيجاوات، وهو ما سيضيف كثيرُا لِمَا تملكه السَّلطنة من إمكانات واعدة في هذا القِطاع المُهمِ والحيوي، حيث سيتمُّ توريد الهيدروجين الذي يتمُّ إنتاجه إلى مصنع أمونيا مقرَّر إنشاؤه في المنطقة الحُرَّة بصلالة بسعة إنتاجية تبلغ مليون طن سنويًّا من الأمونيا الخضراء.

إنَّ مِثل هذه الاتفاقيات الجديدة، وما شوهد من إقبال واهتمام عالمي كبير بجولة المزايدات الثانية، حيث تقدَّمت (200) شركة حَوْلَ العالم لِفُرصةِ المزايدة على أراضٍ لِتَطويرِ مشروعات متكاملة للهيدروجين الأخضر، يؤكِّد المكانة التي باتت تحظى بها سلطنة عُمان ضِمْنَ أكبر الدوَل المصدِّرة للهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030م، كما سيكُونُ له أثَر كبير في تحقيق نقلة كبرى في قِطاع الطاقة النظيفة، وسيفتح الآفاق نحو تصنيع منتجات الطاقة المُتجدِّدة وعلى رأسها خلايا الطاقة الشمسية وتروبونات الرياح، حيث يتوقع أنْ يبلغَ عدد شرائح الطاقة الشمسية التي سيتمُّ تركيبها في هذه المشروعات الثمانية ما يتجاوز (40) مليون شريحة، والعدد المتوقع لِتَركيبِ تروبونات الرياح حوالي ألفين، ما سيُحدث نقلةً كبرى في تطوير الأعمال والصناعات المرتبطة بهذا القِطاع، ونأمل أن يتمَّ استقطاب وتوطين صناعات جديدة تستفيد من دَوْره في إنتاج الهيدروجين الأخضر.