الخميس 16 مايو 2024 م - 8 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : خطوة محورية لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة

الاثنين - 29 أبريل 2024 05:37 م

رأي الوطن

50

تمتلك البشرية في هذا التوقيت تقنيات كبيرة لِتَوليدِ الطاقة في مختلف المجالات من مصادر مُتجدِّدة، ويسعى قِطاع النفط والغاز صاحب النصيب الأكبر في الخليج العربي إلى إيجاد حلول لِتَوليدِ الطاقة من مصادر متنوِّعة ومُتجدِّدة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية، التي تزداد شَعبيتها في المنطقة، والتي تجلَّت بوجود مشاريع عديدة وكبيرة قيد التنفيذ في هذا القِطاع المُهمِّ والحيوي، فقد استحدثت تقنيات يُمكِن من خلالها استخدام الطاقة المُتجدِّدة لِتَشغيلِ عمليات النفط والغاز ممَّا يقلِّل الانبعاثات ويخفِّض التكاليف، خصوصًا وأنَّ تلك التقنيات الحديثة مكَّنت القائمين على تلك المشاريع الكبرى من تخزين فائض الطاقة المتولِّدة باستخدام تقنيات تخزين الطاقة التي تجعل منها مصدرًا مستدامًا، ومتاحًا للاستخدام عند ارتفاع الطلب.

وتُشكِّل الاستدامة أحَد الملامح الرئيسة لِتَوجُّهات قِطاع الطاقة في سلطنة عُمان، وتسعى كافَّة القِطاعات التنموية العاملة في البلاد إلى الوصول إلى التنمية المستدامة المنشودة، المُنطلِقة من رؤية «عُمان 2040». ويعَدُّ قِطاع الطاقة أحَد أهمِّ القِطاعات التي تسعى إلى الاستدامة، بما يشمله من تنوُّع عديد يتقاطع مع العديد من القِطاعات المهمَّة والحيوية الأخرى، لذا يسعى قِطاع الطاقة نحو الاستدامة بخطًى متسارعة؛ لِيواكبَ التحوُّل العالمي نحو الطاقة المُتجدِّدة، وذلك عَبْرَ تبنِّي أحدث التقنيات التي تقلِّل من الانبعاثات وتحافظ على الموارد الطبيعية، ما سيجعل من سلطنة عُمان مركزًا مُهمًّا لإنتاج الطاقة المُتجدِّدة وفق المُخطَّط الوطني، والذي يعمل على طرح فرص استثمار عديدة في هذا القِطاع. وما يؤكِّد ويثبت جاذبية السَّلطنة لهذا النَّوع من الاستثمارات هو هذا الإقبال الكبير من كبريات المؤسسات العالمية ذات السمعة الكبيرة في هذا المجال.

إنَّ استقدام تلك المؤسسات العالمية وما يصحبها من نجاحات على صعيد توطين الصناعات وفتح آفاقٍ لِفُرصِ عمل جديدة، يُسهم أيضًا في تحقيق الالتزامات البيئية للسَّلطنة، وعلى رأسها الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050. ويأتي توقيع ميناء صحار والمنطقة الحُرَّة اتفاقية حقِّ انتفاعٍ من الباطن مع شركة مرسى للغاز الطبيعي المسال، وهي شركة مشتركة بين شركة «توتال إنيرجيز» العالمية والمجموعة العالمية المتكاملة للطاقة «أوكيو»؛ بهدف إنشاء مرفأ لِتَزويدِ السُّفن بالغاز الطبيعي المسال الأوَّل من نَوْعه في الشرق الأوسط في ميناء صحار، ما يُعزِّز مكانة الميناء والمنطقة الحُرة كمركزٍ رئيس للتجارة البحرية، والشَّحن على الصعيدين المحلِّي والعالمي، خصوصًا وأنَّ المشروع يعمل بالطاقة الكهربائية المولدة من الألواح الشمسية بالكامل، والذي سيعَدُّ خطوة محورية لِتَعزيزِ استخدام الطاقة النظيفة والمُتجدِّدة في القِطاع البحري.

إنَّ مِثل هذه المشاريع الواعدة التي تُسهم في تعزيز استدامة صناعة الشحن البحري، وخفض الانبعاثات الضارَّة، وتحقيق التوازن البيئي، سيكُونُ لها مردود كبير؛ كونها خطوة مهمَّة في مجال الابتكار والاستدامة لِتَزويدِ السُّفن بالغاز الطبيعي المسال، ما يجعل سلطنة عُمان مركزًا للتزوُّد بخدمات الطاقة النظيفة والغاز المسال، حيث سيبني المشروع حلولًا مستدامة تضْمن تحقيق عوائد بيئية واقتصادية، كما سيُعدُّ خطوة مهمَّة لِدَعمِ الابتكار والاستدامة في هذا المجال، حيث ستكُونُ السَّلطنة بهذا المشروع حلقة وصل بين الشرق والغرب في تزويد السُّفن بوقودٍ نظيف، حيث يوجد فقط مرفأ لِتَزويدِ السُّفن في سنغافورة والآخر في ميناء روتردام بنيذرلاندز.