الاثنين 13 مايو 2024 م - 5 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

السجائر الإلكترونية تأثيرات متعددة على صحة الطلبة وتحصيلهم الدراسي وآثار سلبية على المجتمع

السجائر الإلكترونية تأثيرات متعددة على صحة الطلبة وتحصيلهم الدراسي وآثار سلبية على المجتمع
الاحد - 28 أبريل 2024 07:24 م
20

أكثر من «16» ألف نكهة تحوي مادة النيكوتين المسببة للإدمان

تأكيد على تكثيف التوعية وتعزيز الصلابة النفسية والوازع الديني

تحقيق ـ منى بنت منصور الخروصية:

تؤثر السجائر الإلكترونية تأثيرًا مباشرًا على حياة أبنائنا الطلبة، ولأنَّ لها أشكالًا مختلفة ومتنوعة لا يمكن التفرقة فيما بينها؛ لأنَّ تصميمها مستوحى على شكل أدوات مألوفة وأنيقة مثل القلم والعلكة والمأكولات، ولها نكهات بحوالي أكثر من (16) ألف نكهة جذابة وبأشكال مختلفة. واليوم أصبحنا أمام تحدٍّ آخر في حياتنا.. وعلينا الوقوف على خطر يهدد أولياء الأمور والعاملين في القطاعين التعليمي والصحي، لِمَا لهذه الظاهرة من آثار سلبية على المجتمع بشكل عام والفرد بشكل خاص.

المتابعة المستمرة

(الوطن) التقت بعدد من المشرفين والمعنيين في هذا الشأن.. في البداية يقول ناصر بن محمد العوفي مشرف إرشاد اجتماعي: أصبحت ظاهرة السجائر الإلكترونية والمنتشرة بشكل واسع بين فئات الشباب والمراهقين وخصوصًا طلبة المدارس تؤدي إلى القلق المتزايد، وعلينا كمجتمع يعوّل عليه الكثير المتابعة المستمرة وتكثيف الجهود والرقابة وإيجاد أنجع السُّبل التي تقي أبناءنا منها، حيث تم رصد بعض الطلبة داخل المدارس وهم يدخنونها دون وعي منهم بما تخلّفه من آثار صحية ونفسية على حياتهم. مشيرًا إلى أنَّ الوقاية أفضل وسيلة، ورغم الجهود الحثيثة والمتابعة المستمرة من قبل أولياء الأمور إلَّا أنَّ هذا لا يفي بالغرض، وإنَّما يحتاج إلى تكاتف المجتمع والمعنيين في رسم خريطة طريق تتضمن بنودًا قانونية رادعة لكُلِّ مَن تسوِّل له نفسه التسويق والترويج لها. منوِّهًا بِدَوْر التوعية والإرشاد واستغلال الإعلام المدرسي في تثقيف الطلبة وتوعيتهم من خلال النشرات والبرامج الإذاعية المدرسية واللوحات الإرشادية، وأيضًا من خلال تنفيذ الحصص الإرشادية والبرامج التوجيهية.

ظاهرة تتزايد

فيما أوضح بدر بن محمد الشكيلي بأنَّ الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية يعدُّ تحدِّيًا كبيرًا في مجتمعاتنا اليوم، ويُعدُّ استخدام السجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ(الفيب) ظاهرة تتزايد بين الشباب، ووصل الأمر إلى فئتين هما (البالغون وصغار السِّن) مما يثير القلق بشأن الصحة العامة والتبعات الصحية السلبية المحتملة على المدى الطويل.

وأشار إلى أنَّ اكتشاف متعاطي هذه السجائر يشكِّل تحدِّيًا كبيرًا، حيث إنَّها لا تترك أثرًا محسوسًا مثل الشمِّ فهي بدون رائحة، وهذا يُشكِّل خطرًا تجاه صغار السِّن، ويصعب على المُربِّين أو هيئات التدريس التعرف على الطفل أو الطالب الذي يستخدم هذه السجائر، ومن ناحية أخرى يمكن حملها واستخدامها في أي مكان لصغر حجمها وتعدُّد أشكالها وصعوبة تمييزها من قِبل الآباء والأُمَّهات.

وناشد الشكيلي بضرورة الحدِّ من انتشارها وتضافر الجهود من قبل المجتمع ممثلًا في الجهات المعنية لسدِّ الطرق التي تُسهم في انتشارها والحدِّ من استيرادها وإدراج مخاطرها، فهذا يتطلب من الجهات الصحية والتعليمية اتخاذ إجراءات وقائية وبطُرق متعددة من خلال توجيه حملات توعية وتثقيف شاملة وإبراز مكوِّناتها المصنعة والتأثيرات الضارَّة التي تسببها من المواد الكيميائية الأخرى الموجودة فيها، وينبغي أن تشمل هذه الجهود المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية وتغليظ القوانين لِتكونَ أكثر صرامة لمعاقبة المروِّجين والموزِّعين للسجائر الإلكترونية.

مضيفًا هناك أهمية لدعم البحث والتحري عن الآثار الجانبية على مدى البعيد من وراء الاستخدام على الجانب الصحي والنفسي، مناشدًا الجهات المعنية إيجاد البدائل التي تساعد المدمنين على الإقلاع عن التدخين من خلال تقديم الدعم المعنوي.

خطر على حياة الأبناء

وقال زايد بن مبارك الهلالي: إنَّ هناك ضرورة لمكافحة السجائر الإلكترونية، وبـلا شك الدَّور يقع على الآباء والأُمَّهات الذين لهم دَوْر كبير في حماية أبنائهم من جميع الآفات عامة والسيجارة الإلكترونية على وجْه الخصوص، فاليوم أضحت السيجارة الإلكترونية لها تنوع في أشكالها وألوانها، فهي باتت تشكِّل خطرًا على حياة أبنائنا الطلبة وخصوصًا فئات المراهقين.

وأفاد الهلالي بأنَّ دَوْر الرقابة والمتابعة من قبل أولياء الأمور يأتي مصداقًا لقول النبي المصطفى (عليه الصلاة والسلام):(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) يتضح جليًّا الدَّور الملقى على عاتق أولياء الأمور، فهم الدرع الحصين وخط الدفاع الأول، ويأتي ذلك من خلال إسداء بعض النصائح منها: ترسيخ العقيدة الإيمانية في نفوس الأبناء وغرس القِيَم والأخلاق الإسلامية، وتعويدهم على ممارسة العبادات المفروضة والمسنونة، وحثهم على التمسك بالأوامر الإلهية والنبوية والابتعاد عن النواهي وتحذيرهم من مصاحبة رفقاء السوء، وشغل أوقات فراغهم بما يفيدهم في جميع مجالات الحياة والتركيز على تنمية مهاراتهم وقدراتهم.

مخاطر كبيرة

أما غزلان بنت سالم البلوشية فقالت: إنَّ هناك تأثيرًا ضارًّا لاستخدام السجائر الإلكترونية والتي يظنُّها البعض أنَّها بديل آمن عن التدخين التقليدي، ولكن الحقيقة غير ذلك، فعندما تخفيها عن الأنظار هنا دليل واضح على مدى ضررها، ويعلم المدخِّن بأنَّها محظورة في سلطنة عمان، إلَّا أنَّها تأخذ أبعادًا أخرى من خلال التهريب الذي له الأثر السلبي على أبنائنا وبناتنا وهم لا يشعرون بمدى الضرر المباشر على حياتهم.

موضحةً أنَّ هناك مخاطر كبيرة من وراء تلك الظاهرة، فالخطر الأول يكون في النيكوتين الذي يحتوي عليه سائل السجائر الإلكترونية مسببًا لمستخدمها الإدمان، والخطر الثاني أنَّ لها تأثيرًا سلبيًّا ومباشرًا على الصحة العامة، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالشباب والمراهقين، بالإضافة إلى ذلك هناك مخاطر أخرى تتعلق بمكوِّنات البخار الذي يتم استنشاقه عند استخدام السجائر الإلكترونية، والتي قد تحتوي على مواد كيميائية مضرّة مثل: الرصاص والزئبق والفورمالدهايد، هذه كلها مواد خطيرة مع مرورالوقت تؤدي إلى أمراض مثل: الرئة والقلب والأوعية الدموية.

غرامات إدارية

وقالت فخرية بنت سنجور الحراصية: إنَّ القرار الصادر رقم:(٢٠٦/‏‏٢٠٢٣م) المتضمن تعديل بعض أحكام القرار رقم: (٢٥٦/‏‏٢٠١٥م) في شأن حظر تداول التبغ (الممضوغ غير المدخن) يعاقب عليه القانون، حيث تضمن القرار بأن تكونَ هناك غرامة إدارية لا تقل عن (١٠٠) ريال عماني، ولا تزيد على (١٠٠٠) ريال عماني، وتضاعف الغرامة في حال تكرار المخالفة، وفي حال استمرار هذه المخالفة تفرض غرامة إدارية مقدارها (٥٠) ريالًا عمانيًّا عن كل يوم تستمر فيه المخالفة، على ألا يزيد مجموعها على (٢٠٠٠) ريال عماني، فهذه الإجراءات تتم في حال تم رصد المؤسسات التي تمارس بيع التبغ الممضوغ، حيث يتم مخالفة المؤسسة والتحرز على المضبوطات تمهيدًا لإتلاف الكميات المضبوطة من التبغ الممضوغ (غير المدخن) وفقًا للضوابط المعمول بها في هيئة حماية المستهلك. أما فيما يخص السجائر الإلكترونية أكدت أنَّه تم حظرها في سلطنة عمان وذلك بنصِّ القرار رقم:(756/‏‏2023م) بحظر تداول السيجارة والشيشة الإلكترونية وملحقاتها، وبناء على القرار الجديد فقد تم رفع العقوبة من 500 ريال عماني إلى 1000 ريال عماني.

القاتل الصامت

وأخيرًا يقول هارون بن ناصر العوفي: إنَّ سقوط بعض المراهقين من الفئتين في مستنقع السجائر الإلكترونية أمر مقلق ويستدعي نشاطًا توعويًّا كبيرًا لضمان إقناعهم بمخاطر وعواقب هذه العادة الدخيلة، مسترشدًا بانبعاث الدخان المعتاد وما تسببه من رائحة كريهة منبعثة منها مُشكِّلة أسبابًا منفِّرة للابتعاد عنها برغم الشريحة الواسعة من المدخنين الذين من المفترض عليهم الانزواء في أماكن بعيدة حفاظًا على ما تسببه من قلق وإيذاء الآخرين. مؤكدًا مخاطر السجائر الإلكترونية التي أصبحت تنتشر بصورة كبيرة مسبِّبة قلقًا وتوجسًا من قِبل أولياء الأمور خصوصا، فهي القاتل الصامت لما لها من آثار نفسية وصحية تستنزف من وقت المدخن وما له فهو لا يشعر حتى إذا تنبَّه متأخرًا ولَيْتَ الندم حينها ينفع.

وأشار العوفي إلى أنَّ مهمة أولياء الأمور أصبحت مهمة صعبة، فتدخين هذه السجائر لا يترك أثرًا يعينهم، بل مضارها تكون سريعة وقوية على حياة المدخن، فهناك العديد منهم لا يبالون بحياتهم الصحية وعند وقوع الضررعليه هنا تظهر عليه علامات الندم، فهي ليست سلعة تالفة يمكن أن ترجعها، وإنَّما مسألة تتعلق بأمانة الصحة التي أمرك الله بحفظها على نفسك ويجب أن توقن بأنَّه عليك تركها وتدارك الأمر قبل استفحالها.

وناشد العوفي بأنَّه لا بدَّ من تكثيف التوعية والوعظ وتعزيز الصلابة النفسية والوازع الديني لدى الأطفال والمراهقين والشباب خشية أن تغريَهم هذه العادات البغيضة وإشراك المجتمع في توعية الشباب الذين أصبح البعض منهم لا يدركون مخاطرها ولا آثارها السلبية، تاركين الأمور على النيات فهذا لا يرتجى منه شيء، إنَّما أوهام يعقدها الفرد مع نفسه. منوِّهًا بأهمية النصح الهرمي الذي هو أقرب لمصطلح التسويق الهرمي في التجارة، وذلك بإيجاد مرشدين وناصحين يتولون نصح زملائهم وأُسرهم وأقرانهم في البيت والمدرسة، ومقر العمل وفي الملعب، عسى أن تنعكس هذه المبادرة إيجابًا في إعادة المدمنين لهذه السجائر ومنع مزيد من الضحايا في مجتمعنا.