الثلاثاء 14 مايو 2024 م - 6 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : حادثة سمد الشأن

ولنا كلمة : حادثة سمد الشأن
الاحد - 28 أبريل 2024 05:11 م

طالب بن سيف الضباري

80


منذ عدت سنوات بدأت بلادنا العزيزة تشهد تحولا في المناخ، من خلال الأعاصير التي تكاد تكون سنوية أو المنخفضات المتتالية ذات الشمولية في التأثيرات متفاوتة الخطورة، نعم نتيجة ذلك صار لدينا تنظيم متطور لمواجهة مثل هذه الحالات وخبرة عملية حول كيفية التعامل المهني والتقني لها ،إلى جانب الاهتمام بعمل سدود للاستفادة قدر الإمكان من كميات الأمطار التي ينعم بها الله على الوطن، بالإضافة إلى تنظيف مجاري الاودية لتسهيل انسيابية حركتها وعدم تجاوزها لتلك المسارات والأضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يكن كافيا خاصة فيما يتعلق بموضوع التوسع في بناء السدود، ونتيجة لذلك فقد عاشت البلاد قبل عدة أيام فاجعة لم يسبق لها مثيل ليس من حيث كونها خسارة عدد من الأرواح، فهناك مثيلاتها سبق وان حدثت خلال أنواء مناخية سابقة، ولكن كونها تحمل في مضمونها قضية شغلت ولا تزال تشغل الرأي العام إلا وهي تتعلق بالسياسة أو المنظومة التي تتبعها المؤسسة التعليمية في تقديرها وإدارتها للحالات او الأزمات الطارئة، ففقد او استشهاد عشرة من الطلاب من مدرسة واحدة وفي وقت واحد، غرقا في واد بنيابة سمد الشأن يعتبر سابقة خطيرة لابد من التوقف عندها، لأنها تدل على ضعف في تقدير المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأنواء المناخية التي سبق التحذير عنها عبر كافة الوسائل الإعلامية المتاحة. فالاستخفاف بقوى الطبيعة خاصة في مثل هذه الحالات دليل على ان الرؤية الغير الواضحة أدت الى هذا المصاب الجلل وهذا الفقد في الأنفس البشرية البريئة، ومن ثم تحول إلى تبادل الاتهامات فيمن يتحمل المسؤولية عما حدث، ليس في هذه الواقعة وانما في وقائع مشابهة سبق وان حدثت ،في الوقت الذي يفترض أن يتم التركيز على معالجة الاسباب سواء من الناحية التنظيمية او القانونية او البنى الأساسية، المتمثلة في تأمين انسيابية الحركة للوصول إلى المناطق والقرى الجبلية في مثل هذه الأنواء عبر عمل جسور ومسارب يتفادى من خلاله ما يحدث او التوسع في بناء سدود تخزن مياه جوفية وتوفر الحماية المطلوبة، فتبادل الاتهامات في مثل هذه الحالات حول من هو المتسبب سيتكرر ان لم تعالج المشكلة من جذورها، فالجهة المعنية تتهم الشخص الذي أخرجهم دون موافقة المدرسة التي كانت تمنع الطلبة من الخروج والمجتمع يتهم الجهة المعنية انها تهاونت كثيرا في عدم تعطيل الدراسة وهي على علم بالمنخفض القادم الذي سيكون تأثيره عالي الخطورة، خاصة في تلك الأماكن التي يحتاج الوصول اليها المرور احيانا عبر اكثر من مجرى للأودية. كما الأمر الآخر والذي يعد أكثر أهمية لتجنب مثل هذه المآسي، وضع أحزمة حماية، مؤقته أو ذات ديمومة لحماية الأشخاص من أنفسهم قبل الوصول إلى مواقع الخطورة، بمعنى آخر اغلاق الطرقات التي يتوقع ان تتعرض لمرور أودية ذات تأثير عالي الخطورة، واذا كانت هناك حالات طارئة فيتم التعامل معها وفقا لدرجة خطورتها بالنسبة لوسيلة النقل، فضلا عن التركيز على زيادة التوعية والوعي لدى افراد المجتمع، سواء عبر ادخال مصطلحات تحذيرية اكثر تأثيرا او التذكير بالمآسي التي سبق وان حدثت وراحت بسببها انفس بشرية، واخيرا من الضرورة بمكان ان يكون لدى وزارة التربية والتعليم وحدة إدارة أزمات للتعامل مع مثل هذه الحالات وأن تكون آخرها إن شاء الله حادثة سمد الشأن.

طالب بن سيف الضباري

[email protected]