الاثنين 13 مايو 2024 م - 5 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

«الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي»

«الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي»
الاحد - 28 أبريل 2024 05:09 م

أ.د. محمد الدعمي

20

اعتمدت الأدبيات السياسية المتعلقة بما يُسمَّى بـ»مُشْكلة الشرق الأوسط»، أقول اعتمدت تعبيرًا ذا صفة عنصرية طوال عقود، إذ تمَّ اعتماد تعبير «الصراع العربي ـ الصهيوني» أو «الصراع العربي ـ الإسرائيلي». بَيْدَ أنَّ هذا الاستعمال الاصطلاحي آخذٌ بالتغيُّر والاستحالة الآن، وذلك بسبب الارتطامات الدامية بين جمهورية إيران الإسلامية، من ناحية، وبين یان الاحتلال الإسرائيلي، من الناحية الثانية.

لذا، للمرء أن يتساءلَ اليوم: هل يُمكِن اعتماد تعبير اصطلاحي جديد، وهو «الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي»، أو الإيراني ـ الإسرائيلي بديلًا عن التعبير الاصطلاحي (العربي ـ الإسرائيلي) الذي طال عقودًا عديدة منذ أربعينيات القرن الماضي؟

والحقُّ، فإنَّ استحالة الصراع عبر الشرق الأوسط إلى صراع إيراني ـ إسرائيلي، ينطوي على متغيرات «جيوبوليتيكية» مهمَّة، ومنها: ) إنَّ إيران أكبر حجمًا جغرافيًّا من «إسرائيل» بمئات المرَّات و(٢) إنَّ تعداد سكَّان إيران (بلاد فارس) يزيد على تعداد ما يُسمَّى بـ»دول المواجهة العربية» بكثير (سوريا، الأردن ومصر).

زد على ما تقدَّم من معطيات، أنَّ هناك بُعدًا تاريخيًّا قديمًا (مليئًا بالضغائن والأحقاد) بين الفرس والإسرائيليين (قد يعود إلى أدوار ما قَبل ميلاد السَّيد المسيح عليه السَّلام). وهكذا ستنقلب الطاولة على الإسرائيليين الذين سيواجهون خصمًا لدودًا من نمط جديد، نمط لا يضعف بسبب الانقسامات والخلافات شِبه الدائمة بين دول «الأُسرة العربية الواحدة». خصم «إسرائيل» الفارسي القادم لا يعاني من الانقسامات والتشرذم كما تعاني الدول العربية (لبالغ الأسف).

وتأسيسًا على ما بان (حتى الآن) من مساجلات وتهدیدات ومعارك لفظية (عبر وسائل الإعلام) بين حكومة الجمهورية الإسلامية، من ناحية، وحكومة «إسرائيل»، من الناحية المقابلة، يستحيل الصراع العربي ـ الإسرائيلي صراعًا فارسيًّا إسرائيليًّا ذا طبيعة معقَّدة لم تخطر على بال حكومة نتنياهو يوم قررت قصف الممثلية الإيرانية بدمشق قط!

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي