الاثنين 13 مايو 2024 م - 5 ذو القعدة 1445 هـ
أخبار عاجلة

الأخطر من التغير المناخي والحروب

الأخطر من التغير المناخي والحروب
الاحد - 28 أبريل 2024 05:08 م

هيثم العايدي

10

فيما يضع العالم ضِمن أولوياته الرئيسة مكافحة التغيُّر المناخي أو الحروب أو حتى الهجمات السيبرانية، جاء انتشار منصَّات وتقنيات الذَّكاء الاصطناعي لِيضعَ المعلومات الخاطئة أو المعلومات المُضلِّلة على قائمة أكبر الأخطار العشرة التي يواجهها العالم، حيث أدَّت هذه المنصَّات والتقنيات إلى حدوث ما يُشبه الانفجار في المعلومات المزيَّفة أو المحتوى الاصطناعي.

ووفقًا لِلتَّقريرِ السنوي للعام الحالي والصَّادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي فقد ارتفع خطر «المعلومات المُضلِّلة والخاطئة» (15) مركزًاً لِيحتلَّ المرتبة الأولى، مُتقدِّمًا عن التغيُّرات المناخية الجامحة التي حلَّت بالمرتبة الثانية والاستقطاب المُجتمعي والتهديدات السيبرانية ومخاطر الحروب، فيما جاءت التهديدات الاقتصادية كتباطؤ الفرص والتضخُّم والانكماش الاقتصادي في المراتب السادسة والسابعة والتاسعة على التوالي.

وصناعة الذَّكاء الاصطناعي التي استقطبت عشرات المليارات من الدولارات منذ إطلاق (تشات جي بي تي) والتطبيقات المنافسة جعلت الجميع يتبارى لإدخال هذه التطبيقات في مختلف المجالات، سواء في الإعلام أو الفن أو حتى الطبِّ وغيرها من القِطاعات الحيوية، وهو ما فتحَ أبوابًا واسعة لِدخولِ المعلومات المغلوطة نظرًا لاعتماد هذه التقنيات على مدخلات معلومات ربَّما تكُونُ شائعة ولكنَّها غير موثوقة.

كما أنَّ الخطر يتعاظم مع ما يشهده العالم خلال العامين الحالي والمقبل من انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث سيصوت أكثر من (3) مليارات إنسان لاختيار ممثليهم في ظروف تعَدُّ مسرحًا لعمليات الاستقطاب والتباري في نشر المعلومات بين المتنافسين.

وإذا كانت الحكومات قد بدأت في طرح لوائح تنظيمية جديدة ومتطوِّرة لاستهداف كُلٍّ من مضيفي ومنشئي المعلومات المُضلِّلة والمحتوى غير القانوني عَبْرَ الإنترنت فإنَّ الجهات المعنية بمختلف القِطاعات عليها أن تتريثَ في استخدام هذه التقنيات وعدم الاعتماد عليها الاعتماد الكلِّي.

فتصنيف المعلومات المُضلِّلة بأنَّها أشدُّ المخاطر تصنيف محقٌّ؛ كونها قادرة على تدمير الاقتصادات وتمزيق المُجتمعات ومرتعًا لِجرائمَ متعدِّدة.

 هيثم العايدي

كاتب صحفي مصري