السبت 04 مايو 2024 م - 25 شوال 1445 هـ

رأي الوطن : دفعة كبرى لعلاقات راسخة

الثلاثاء - 23 أبريل 2024 06:47 م

رأي الوطن

20


أحدثت زيارة الدَّولة، التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة الشقيقة، قفزة كبرى في العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ودَولة الإمارات، وانطلقت بآفاق الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدَيْنِ نحو فصل جديد مشرِق، يُحقِّق آمال وتطلعات الشَّعبيْنِ العُماني والإماراتي الشَّقيقين، خصوصًا في ظلِّ ما يربط البلدَيْنِ من علاقات استثنائية أطلقها السُّلطان قابوس بن سعيد وأخوه الشيخ زايد آل نهيان ـ طيَّب الله ثراهما، منذ مراحل البناء الأولى للجارتَيْنِ، وحرص جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم وأخوه صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة ـ حفظهما اللهُ ورعاهما ـ على توطيدها، مُتَّخذين من العلاقات التاريخية ووشائج القُربى التي تجمع البلدَيْنِ وشَعبيهما مدخلًا لتطوير دائم للعلاقات الثنائية.

فمنذ أن تولَّى القائدانِ مقاليد الحُكم في بلدَيْهما، حرصا على تبادل الزيارات التي كان لها دَوْر كبير فيما نتج من مشروعات استثمارية استراتيجية، وتعاون وثيق في شتَّى المجالات بين البلدَيْنِ الشَّقيقين، حيث كانت التوجيهات السَّامية من قِبل حضرة صاحب الجلالة لحكومته، والخاصَّة بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب الإماراتي، وإيلاء الأولوية اللازمة لمجالات التعاون الحيوية، نقطةَ انطلاقٍ حقَّقت الكثير من المنفعة المتبادلة، من خلال البدء في تنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة في قِطاعات استراتيجية، وخصوصًا في قِطاع الطاقة المُتجدِّدة والصناعات المرتبطة بها، وكذلك تدشين مشروع سكك الحديد لربط سلطنة عُمان بشبكة قطارات الإمارات، والربط الكهربائي وغيرها من المشروعات، التي سيكُونُ لها نفع كبير للدولتَيْنِ في المستقبل القريب.

إنَّ زيارة جلالة القائد المُفدَّى ـ أيَّده الله ـ لدَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، ولقاءه بأخيه صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسُ الدَّولة، تؤكد دعم جلالته المُطْلق للشراكة الاستراتيجية القائمة بين سلطنة عُمان ودَولة الإمارات، ورغبته السَّامية في بناء مستقبل بآفاقٍ أرحبَ من التعاون، والتقدُّم في شتَّى الميادين السياسية والأمنية الاجتماعية والثقافية والعلمية، ما سيُسهم بالتأكيد في نُموِّ اقتصاد البلدَيْنِ، وتحقيق تطلُّعات وآمال الشَّعبين الشَّقيقين، خصوصًا بعدما تمَّ الإعلان عن عددٍ من مذكّرات التفاهم في مجالات الاستثمار والطاقة المُتجدِّدة والاستدامة، إضافةً إلى السكك الحديد والتكنولوجيا والتعليم، التي سيكُونُ لها دَوْر كبير في الانطلاق بالعلاقات نحو آفاقٍ أكبر.

ولعلَّ كلمة صاحب السُّمو الشيخ رئيس دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة التي ألقاها أثناء جلسة المباحثات الرسمية الموسَّعة مع جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ والتي أكَّد فيها على العلاقات التاريخية بين البلدَيْنِ، وما يجمعهما من نسيج اجتماعي وثقافي خاصِّ تميِّزها الروابط العائلية الوثيقة وحُسن الجوار والعلاقات والتعاون والتكامل، تؤكد (كلمة سُموِّه) على المرتكزات الأساسية لِمُواصلةِ بناء علاقات نموذجية تخدم مصالح البلدَيْنِ وتُحقِّق تطلُّعات الشَّعبين الشَّقيقين إلى التقدُّم والازدهار، بالإضافة إلى تأكيد سُموِّه على أنَّ العلاقات الاقتصادية مسار مهمٌّ وداعمٌ لِلعَملِ الأخوي والمشترك، خصوصًا بعد ما شهدته من تطوُّر مستمرٍّ خلال السنوات الماضية تمَّ تتويجها بمسارات متنوِّعة من الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية في العديد من المجالات.

لذلك تُمثِّل الزيارة الحالية لِجلالتِه فرصةً لِمُواصلة استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها لِصَالحِ البلدَيْنِ والشَّعبين، خصوصًا في ظلِّ ما أبدَتْه القيادتان من رغبة صادقة. ولا رَيْبَ أنَّ نتائج هذه الزيارة التاريخية سيجني البَلدانِ ثمارها بما ينعكس بالخير والنفع على شَعبيهما بإذن الله.