الجمعة 03 مايو 2024 م - 24 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : بين استقرار مالي وتراجع خدمة !!

ولنا كلمة : بين استقرار مالي وتراجع خدمة !!
الثلاثاء - 23 أبريل 2024 06:28 م

طالب بن سيف الضباري

10


بعد أربع سنوات من الضوابط الصارمة التي وضعتها الحكومة على عملية الإنفاق وترشيده، بالإضافة إلى استحداث ضرائب ورسوم لم تستثن أي أحد من أفراد المجتمع، من أجل المحافظة على عودة الاستقرار المالي وتحسين وضع البلاد في المؤشرات العالمية، فها نحن تجاوزنا مرحلة الخطر التي كادت الدولة الدخول فيها، وذلك بطبيعة الحال يرجع إلى تفهم المجتمع وتحمله للظروف التي مرت به والذي لايزال يعيش تبعاتها خاصة في مستواه المعيشي، على الرغم من ما وفرته الحماية الاجتماعية له من منح مالية شملت بعض فئاته، إلا أن ذلك الاستقرار والتحسن في الدخل يفترض أن ينعكس على تلك الشريحة التي وقفت مع الحكومة ودعمت توجهاتها وخططها وبرامجها، وذلك الانعكاس المطلوب ليس بالضرورة أن يكون دعما ماديا مباشرا وانما فتح منافذ لمشاريع توفر فرص عمل للباحثين عنه من أبناء تلك الأسر التي شاركت في تجاوز المحنة بجزء ولو يسير من دخلها، بدلا من توجيه تلك الوفورات إلى مسارات يفترض أن لا تفتح في الوقت الراهن مراعاة لتلك التضحيات المجتمعية.

فالأموال التي أعلن عنها أنها ستوجه إلى تلك المسارات وإن كانت قليلة، كان من الأجدر أن تسخر لمشاريع تؤمن فرص عمل لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتساهم مع وزارة العمل في حل قضية عشرات الآلاف من الباحثين عمل، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يحدث من تراجع في قطاعات حيوية وهامة يدعو إلى الاستغراب، حيث إن مثل هذه القطاعات تمثل أعمدة أساسية في تعزيز مجالات الاستثمار والنمو الاقتصادي والسياحي، الذي تشكل مجتمعه من أكبر المجالات ذات الوفرة في فرص العمل، ونعني هنا الطيران العماني الذي تقلص إلى حد بعيد بحجة الديون التي تراكمت عليه نتيجة ربما سوء الإدارة والتفتيت الذي حصل له بعد أن كان قطاعا واحدا وبميزانية واحدة، فطيران أي بلد إذا ما أدير بشكل مهني وصرف عليه لاشك يعمل فارق كبير في الحراك الاقتصادي بشكل مباشر والاجتماعي غير المباشر.

إن الأهمية التي يمثلها هذا القطاع خلال هذه المرحلة من نهضة عمان المتجددة، فإن البلد محتاجة إلى خطة عاجلة لمعالجة التراجع الذي شهده ويشهده الناقل الوطني، الذي في الأساس ومن بين أحد أهم أهدافه أن يوفر للمواطن العماني، أو تلك الشريحة من القوى العاملة الوافدة التي تقترب من المليونين، بالإضافة إلى المستثمرين من رجال الأعمال خطوط مباشرة بدلا من المرور بعدد من المحطات قبل الوصول إلى سلطنة عمان، فما يحز في الأنفس أنه في الوقت الذي تقوى به شركات طيران أخرى مجاورة نتيجة استفادتها من المحطات التي تخلى عنها الطيران العماني، فهل سنرى صحوة قريبا تعيد الحياه لهذا القطاع من خلال إدارة قوية وفاعلة؟.

طالب بن سيف الضباري