السبت 04 مايو 2024 م - 25 شوال 1445 هـ

أوراق الخريف : عمان والإمارات توأمة لا تنفصل

أوراق الخريف : عمان والإمارات توأمة لا تنفصل
الثلاثاء - 23 أبريل 2024 06:30 م

د. أحمد بن سالم باتميرا

10

جسَّدت زيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لِدَولة الإمارات العربية المُتَّحدة طبيعة العلاقات التاريخية والخاصة والمميزة الراسخة على مختلف الصعد وفي المجالات كافَّة.

فالعلاقات العُمانية ـ الإماراتية مميزة، ولها خصوصية استثنائية تعزَّزت وتقاربت في ظلِّ توجيهات ودعم القيادتين الرشيدتين، حتى أصبحت نموذجية ووثيقة. وزيارة (دولة) التي قام بها جلالة السُّلطان المُعظَّم للإمارات ولقاؤه أخاه صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تؤكد قوة هذه العلاقة الأخوية والشراكة الاستراتيجية بين البلدَيْنِ.

ومنذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين مسقط وأبوظبي في عام 1992، وسلطنة عُمان والإمارات تعملان على تعزيز التعاون الفعَّال بينهما على مبدأ الأُسرة الواحدة والمصالح المشتركة بما يعود بالخير على الشَّعبين العُماني والإماراتي في الحاضر والمستقبل.

وزيارة جلالته ـ حفظه الله ـ لا شكَّ ستُسهم في ترسيخ وتنمية الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدَيْنِ والتي تشهد نموًّا مُطَّردًا وحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدَيْنِ يزداد سنويًّا، خصوصًا وأنَّ الإمارات تعَد من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان.

لذا فالعلاقات بين سلطنة عُمان والإمارات أكثر من تجارية واقتصادية، وأكثر من علاقات حدود أو جيران، فهي علاقة الأرض والتاريخ والأُسرة الواحدة والألفة وحُسن الجوار، والتي تمتدُّ لِمئات السنين، وازدادت وترسَّخت عُمقًا من خلال وشائج القربى والنَّسب والجغرافيا في كافَّة المجالات؛ وتعزَّزت بفضل حكمة قيادات البلدَيْنِ في الماضي والحاضر، وزيارة «دولة» هي دلالة على عُمق هذه العلاقات الثنائية الطيبة. فالشَّعبان الشَّقيقان يتطلعان لِبدايةٍ حقيقية لِتَنفيذِ عددٍ من المشاريع الاقتصادية والسياحية والاستثمارية على أرض الواقع، والاستفادة من المقوِّمات التي تزخر بها البلدان للوصولِ للتعاونِ والتكامل الاقتصادي المنشود الذي نطمح إليه. فهذه الزيارة المباركة يُنتظر منها نتائج على المستوى البلدَيْنِ الشَّقيقين، والكثير من النتائج الإيجابية على المستوى الخليجي والعربي، مما سيُعزِّز من مكانة العلاقات الاستراتيجية لكلتا الدولتين على الساحة العربية والدولية.

كما نتطلع ونأمل أن يكُونَ البلدانِ على توافق واتفاق تامٍّ ضدَّ العابثين الذين يحاولون إفساد هذه العلاقات الطيبة التاريخية والمتجذِّرة والممتدَّة لسنوات وسنوات، فنحن جسد واحد ودم يجري في وريد واحد، وصدَق صاحب السُّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عندما جسَّد خصوصية العلاقات العُمانية الإماراتية وعُمقها التاريخي، حين قال: «عُمان منَّا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا»، ونحن نقول توأمة لا تنفصل، جسد واحد وتاريخ مشترك وجغرافيا ممتدَّة بَرًّا وبحرًا.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا