الثلاثاء 30 أبريل 2024 م - 21 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

منتدى مكافحة الاتجار بالبشر فـي الشرق الأوسط يخرج بعدد من التوصيات

منتدى مكافحة الاتجار بالبشر فـي الشرق الأوسط يخرج بعدد من التوصيات
الأربعاء - 17 أبريل 2024 07:21 م
30


مسقط ـ العُمانية: أوصى المنتدى الحكومي لمكافحة الاتّجار بالأشخاص في الشرق الأوسط في دَوْرته الخامسة بعنوان «مكافحة الاتّجار بالبشر عبر تشريعات وإجراءات العمل» الذي عُقد بمسقط أمس على أهمية المراجعة الدورية للتشريعات النافذة، سواء المعنية بشكل مباشر بمكافحة الاتجار بالأشخاص، أو المعنية بالعمل في القطاعات الأهلية لضمان مواكبتها تطورات الجريمة ووسائل ارتكابها، إلى جانب تضمينها الأدوات اللازمة للتوسع في تفعيل الدَّور الرقابي والوقائي لمفتشي العمل. وأكّد المنتدى الذي استضافته سلطنة عُمان ـ ممثلة بوزارة الخارجية ـ على إنشاء مجموعة عمل فنية تضم ممثلين عن الجهات المشاركة والأمانة العامة الدائمة للمنتدى، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمات وأجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة، للعمل على وضع خريطة لتنفيذ التوصيات، ومتابعة ما تم بشأنها، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من المنتدى.

ودعا إلى الاستفادة من خبرات الدول المشاركة في مجال إجراءات تفتيش العمل وقواعد الرقابة ومتابعة شركات الاستقدام والتوظيف وآليَّات التنسيق بين الدول المستضيفة للعمالة ودول المصدر في مجال التعاون الشرطي والتعاون القضائي الخاص بإدارة الملف التحقيقي في حالات الاتّجار بالأشخاص في قطاع العمالة. وأوصى المنتدى بأهمية تعزيز الاستفادة من تجارب الدول المشاركة في حفظ حقِّ العمالة في التقاضي العمالي، بإجراءات ميسرة، إلى جانب تقديم الدعم القانوني والفني بالشراكة مع الأجهزة القضائية من جهة، وأداة التعرف على مؤشرات الاتّجار بالأشخاص من جهة أخرى، ضمن إطار قانوني منظّم. كما أوصى بمواصلة العمل على رفع الوعي المجتمعي بحقوق وواجبات العمالة الوافدة وتعزيز ثقافة التصدي للعمل الجبري من خلال تنظيم الفعاليات والحملات التوعوية بالشراكة والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمات وأجهزة الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة في اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالأشخاص.

ودعا المنتدى إلى أهمية حث الدول المصدِّرة للعمالة على بث الوعي للعمال بحقوقهم وواجباتهم، ورفع وعيهم بالممارسات المرتبطة بالاتّجار بالأشخاص وطرق الإبلاغ.

وهدف المنتدى الذي رعى افتتاح أعماله معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، إلى إيجاد رؤية موحدة لمكافحتها على نحو يتماشى مع التطوُّرات والأساليب الإجرامية بما يضمن استدامة وفعالية مكافحتها، وتعزيز وتنمية قدرات العاملين في مجال مكافحة جريمة الاتّجار بالأشخاص ومساعدة الضحايا من خلال البرامج التدريبية المتخصّصة المراعية لطبيعة المنطقة. وأكّد سعادة الشيخ خليفة بن عيسى الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتّجار بالبشر، أنّ سلطنة عُمان اتخذت العديد من الإجراءات لحماية العمال من التعرض للاستغلال أو الاتّجار بالبشر، منها: إصدار قانون العمل الجديد بموجب المرسوم السُّلطاني رقم (53/‏2023) الذي تضمن موادَّ حظرت العمل القسري والممارسات المرتبطة به.

وأضاف سعادته أنَّ من بين الجهود تشكيل فريق من مختلف الجهات الحكومية المعنية لتعزيز التعاون الثنائي مع الدول المصدرة للعمالة، وقام هذا الفريق بزيارة 10 دول بهدف توقيع مذكرات تفاهم في مجال العمل ومكافحة الاتجار بالبشر، كما تمّ تدشين نظام حماية الأجور وهو نظام إلكتروني مشترك بين وزارة العمل والبنك المركزي العماني يهدف لرصد عمليات صرف الأجور في منشآت القطاع الخاص ومتابعتها للتأكد من التزامها بتحويل أجور العاملين لديها لحساباتهم في المصارف المحلية المعتمدة -، وفقًا لما نصَّ عليه قانون العمل في المادة الـ(87). وأشار سعادته إلى أنَّ سلطنة عُمان استحدثت وحدة التفتيش المشتركة بين وزارة العمل ومؤسسة الأمن والسلامة بهدف رفع جودة وكفاءة عمليات التفتيش وزيادة الفعالية في أداء المهام المرتبطة، ودعم عمليات التفتيش بخدمات المساندة الأمنية، بما ينعكس إيجابًا على تكثيف الحملات التفتيشية على المنشآت المخالفة والأيدي العاملة السائبة، وكذلك تبسيط إجراءات العمال. وأفاد سعادته بأنَّ اللجنة الوطنية لمكافحة الاتّجار بالبشر أطلقت هذا العام خطة العمل الوطنية لمكافحة الاتّجار بالبشر (2024-2026م) لتعزيز جهود سلطنة عُمان في منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر بمختلف صوره وأشكاله وتوفير الحماية اللازمة للضحايا، معربًا عن أمله في أن يتمَّ خلال الأشهر القادمة إصدار قانون جديد لمكافحة الاتّجار بالبشر، بعد تعديل وتطوير القانون الحالي. ولفَتَ سعادته إلى أنَّ مواثيق حقوق الإنسان عالمية في طبيعتها، ويجب على العالم أن يطبقها بعدالة ومساواة، ولكن للأسف هذا ما لا نراه على أرض الواقع الآن، فما يجري للفلسطينيين في قطاع غزَّة حاليًّا من قتل وتجويع وتهجير من قبل سُلطة الاحتلال الإسرائيلي أظهر بما لا يدعو للشك أنَّ هناك ازدواجية صارخة في المعايير وانفصامًا في المبادئ والمواقف.