كوب من القهوة يغربل الأفكار، ويشعل الوجدان شوقا إلى تلك الأيام التي مضت ولن تعود، إلا أنها تركت بصمتها بكل اقتدار، لتحملني على معايشة الحياة بطابع المعاصرة ، وعدم البكاء على ما قد مضى، لأنه لا يغني شيئا ، فالحياة سفينة تبحر في قالب الزمن، مكانها مشاعر الإنسان المتقلبة في عقارب الحياة، بين نهار وليل ، نور وظلام ، سعادة وشقاء، دمعة وابتسامة، وهلم جرا، كلها تحمل طابع التضاد، فلا يمكن العيش بمناداة الماضي والهروب من الحاضر الاني، لأنها معطيات تكمل بعضها بعضا، وتحملها على حب الحياة بمعطياتها ، خيرها وشرها. فهي كما أسلفت سفينة تحتاج إلى ربان ماهر ، يقودها إلى بر الأمان، فالربان تعترضه ضربات الأمواج العاتية ، وزمجرات مياه البحر الغاضبة أحيانا من هبوب الرياح المثقل كاهلها بالسحب الثقال ، وهكذا المخاطر التي تتحدى الربان فهل يتركها تسيطر عليه ؟ فلك أن تتخيل ماذا يحدث لو رضخ تحت وطأتها. إذن علينا أن نمزج الحياة بأفانين الجمال عبق الماضي بثوب العصر ، وتبني افكارا جميلة هادفة تؤمن بالمستقبل ، وتعد العدة لحصاد الثمار الناضحة ، فيحلو الطعم بعد النضج، وتسعد النفس بالنجاح بعد عمل مكلل بالمصاعب والأثقال. فهيا بنا نحيا حياة كريمة، مفتاحها الصبر والأمل المشرق.
اسماعيل الحضرمي
