الأربعاء 01 مايو 2024 م - 22 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : الأسرى الفلسطينيون الوجه الآخر القبيح للاحتلال

الأربعاء - 17 أبريل 2024 06:40 م

رأي الوطن

40

لا يزال كيان الاحتلال الصهيوني مستمرًّا في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي ضدَّ قِطاع غزَّة وكافَّة الأراضي الفلسطينية، ولا يزال جزء من العالم صامتًا مكتفيًا بالإدانة والشَّجب والاستنكار الذي لا يردع الكيان الصهيوني عن مواصلة جرائمه، ولا تزال دوَل العالم الغربي ـ وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ـ تدعم وتساند كيان الاحتلال في جرائمه بشتَّى الصوَر، سواء كان دعمًا عسكريًّا واقتصاديًّا مباشرًا، أو من خلال تبنِّي الرواية الصهيونية، التي تعزو هذا العدوان الغاشم لِمَا حدَث في السابع من أكتوبر الماضي، متحدِّثةً عن الأسرى الصهاينة الذين تمَّ أسْرُهم في عملية طوفان الأقصى كمظلومية جديدة تبرِّر آلة القتل والدمار التي أحدثتها في القِطاع الذي تحوَّل إلى ركام، وجزء كبير منه تحوَّل إلى أرض غير صالحة للحياة.

الغريب أنَّ دوَل العالم التي تعترف بالجرائم الصهيونية، والتي تَدُور ردود أفعالها ما بين الشَّجب والاستنكار، لا تزال تدرس أبسط الحقوق الإنسانية التي يفرضها الالتزام الأدبي والأخلاقي تجاه الحقِّ البيِّن في هذا الصراع، ألا وهو الاعتراف بالدَّولة الفلسطينية، وهو اعتراف بَدَهي قائم على القرارات والقوانين الدولية، والحقوق التاريخية لأبناء فلسطين في أرضهم المحتلة، إلَّا أنَّ ضغوط الصهاينة وحلفائهم الأميركان لا تزال عائقًا أمام تلك الدوَل، التي تكتفي بالتعاطف، في حين تعترف الأُمم المتحدة أنَّ مليونًا و(700) ألفِ فلسطيني تمَّ ترحيلهم قسريًّا في قِطاع غزَّة، بسبب العدوان الصهيوني المدمِّر منذ أكثر من ستَّة أشْهُر، وقرابة مليونَي إنسان يعيشون وفق المنظَّمة الأُممية الأكبر في ظروف مرعبة وتحت تهديد مستمر.

إنَّ العجز الدولي يتجلى في استمرار قوات الاحتلال الصهيوني، بما في ذلك ميليشيات المستعمرين الإرهابية، في ارتكاب جرائمها الوحشية، من قتلٍ وتجويعٍ وتشويهٍ واعتقالٍ وتدمير، دون عقاب. وتأكيدًا على الاستخفاف بالقرارات التي تعبِّر عن الإرادة الدولية، فقد استشهد ما لا يقلُّ عن (1,400) فلسطيني وأصيب (1,677) آخرون في غزَّة وحدها منذ تبنِّي القرار (2728)، فيما يواصل جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين اقتحاماتهم وإرهابهم ضدَّ المُدُن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية في ظلِّ غياب المساءلة عن كافَّة الجرائم المرتكبة بحقِّ الشَّعب الفلسطيني، ما أدَّى إلى استشهاد (465) و(4,800) جريح في الضفة الغربية والقدس، لِتكونَ أرقامًا مرعبة تظهر حجم الإرهاب الصهيوني المستمر نتيجة تقاعس المُجتمع الدولي بكافَّة دوَله ومنظَّماته عن حماية هذا الشَّعب الأعزل، الذي لم يرتكب جريمة غير السَّعي إلى استعادة حقوقه الثابتة.

أمَّا استمرار حديث الكيان الصهيوني وحلفائه عن أسرى عملية طوفان الأقصى فيجِبُ أن يستفيقَ العالم لِمَا يرتكبه العدوُّ الصهيوني من جرائم نتيجة هذه الرواية السَّخيفة. ولعلَّ اعتقال كيان الاحتلال لأكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، بينهم نساء وأطفال ومسنُّون وأطبَّاء، في ظروف شديدة القسوة ومرعبة، بالإضافة إلى أكثر من (9500) أسير، منهم (80) معتقلة، وأكثر من (200) طفل موزَّعين على سجون (مجدو، وعوفر، والدامون)، وهذا لا يشمل معتقلين آخرين يتعرَّضون لـ(الإخفاء القسري)، كُلُّ هذه الجرائم تستلزم تشكيل لجنة تقصِّي حقائق دولية لزيارة سجون الاحتلال الصهيوني، وقَبل ذلك صحوة ضمير من المُجتمع الدولي، لِلوُقوفِ على الانتهاكات الجسيمة غير الإنسانية التي يتعرَّض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون داخلها، فالوضع الكارثي في هذا الملف يحتاج من المنظَّمات الدولية المتخصصة بَلْوَرة تحرك جادٍّ ضاغطٍ على الاحتلال، يلزمه بالإفراج الفوري عن هؤلاء الأسرى الأبرياء.