الأربعاء 01 مايو 2024 م - 22 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

أوراق الخريف : عيد سعيد يا أهل الخليج

أوراق الخريف : عيد سعيد يا أهل الخليج
الأربعاء - 17 أبريل 2024 05:46 م

د. أحمد بن سالم باتميرا

20

مضَت أيام الخير والرحمة والغفران لشهر رمضان الفضيل سريعًا كطيف الخيال، وبالأمس استقبلنا تباشير الفرح بالعيد السعيد، فنحمد الله تعالى أن أتمَّ علينا الصيام والقيام، ولكن الأعمال الصالحة والعبادة تظلُّ مشروعة.

ولله الحمد والشكر، استقبلت الشعوب الإسلامية فرحة العيد بالأهازيج وإدخال السعادة والسرور على قلوب الجميع، الفقير والغني، المريض والمعافى، وبزيارة الأرحام، والابتعاد عن الظواهر السلبية، فهلَّت البشائر، وعمَّت الفرحة كُلَّ دار، وازدان أُنسها بالعيد السعيد، وبالتكبير والتهليل، وعمَّ الفرح كُلَّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

غادر شهر بخيراته في لمْحِ البصر، وبدأت أفراح العيد بتقاليده وعاداته وثقافاته في كُلِّ بلد لحظة بلحظة، ملتزمين بها ومتوارثيها. ففي بلادنا عُمان هناك زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء، وتناول الأكلات الشَّعبية المتعارف عليها مع اللحم، وفي اليوم الثالث الشواء العُماني مع الأهل في تجمع عائلي وأُسري لا مثيلَ له.وتظلُّ الأُسر العُمانية تتبادل التهاني والزيارات لمدَّة أيام العيد، والبعض يتجمعون «لمَّة واحدة» في مزارعهم الخاصة والبيوت الكبيرة والاستراحات التي تظلُّ عامرة بأهلها وبروَّادها، يقضون يومًا جميلًا بهذه المناسبة السعيدة، مع توزيع العيدية على الأطفال. وأجواء العيد في دوَل مجلس التعاون لدوَل الخليج العربية متشابهة ويعيشها الجميع كغيرهم من الشعوب الإسلامية بزيارات الأرحام والأصدقاء، والصدقات والتزاور، وهي عادات وثقافات متجذرة في الأصالة والعراقة وعُمق التاريخ. احتفلنا بعيد الفطر السعيد في كافَّة الدول الإسلامية، ولكن هناك في فلسطين مَن لم يحتفل بهذه المناسبة السعيدة، ولم يسعدوا كسعادتنا، فادعوا الله لهم بالنصر المؤزر والثبات، وأن يتقبل الله صيامهم وقيامهم وطاعاتهم، وأن يكتبَ الله التمكين لهم، وجزى الله أهل الخير الذين قاموا بإسعاد أطفال فلسطين من خلال كسوة العيد التي أرسلت إليهم من الإخوان ومن أهل عُمان وغيرهم ويجعلها في ميزان حسناتهم. وأخيرًا، نقول نحمد الله أن بلغنا شهر الخيرات ولياليه كاملة، وندعوه أن يتقبَّلَه منَّا ويجعلَه شاهدًا لنا لا علينا، وأن يُعيدَه علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحن بصحة وعافية. وأن تبقى بلادنا عُمان وكافَّة دوَل مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي في أمْن وأمان وخير وازدهار بعيدًا عن الصراعات والمناوشات التي حدثت خلال الأيام الماضية.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا