السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

صيام الجوارح «3 »

الأربعاء - 03 أبريل 2024 03:26 م
10


اللسان : قد وجهنا نبي هذه الأمة عليه أفضل وأزكى التسليم عن خطورة اللسان فقال صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم». وهذا حفظ الصيام بكل ما يخدش ويخل من كل كلمة محرمة تفسد الصيام واللسان هذا العضو الذي أكرمنا الله به مع سائر الأعضاء جرمه كبير وخطير إذا لم تضبطه على أوامر الشرع وعما حرم الله وإذا تركت هذا اللسان وأهملته وجعلت يسلك مسالك الشيطان فياله من جرم عظيم يسوقك في قاع من أنهار جهنم والأنسان لا يكب على وجه إلا من حصائد هذا اللسان اللئيم قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) يا من لم يحفظ لسانه عن أعراض الناس افتراء وسبا وقذفا وشتما وقف لحظة مع نفسك واتق الله في نفسك وفي المسلمين لا تضيع تعب جسمك في معصية الله في النميمة والغيبة وتكن من الصائمين الخاسرين يوم الحاسب تذهب كل أعمالك مع من شتمتهم وظلمتهم أو اعتديت عليهم تفكر أن تذهب حسناتك وأعمالك الصالحة إليهم وتكن من النادمين والمتحسرين في يوم الحساب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار .:

وفي كل وقت لأبد المسلم أن يصون لسانه عما حرم العليم الخبير من الكذب والبهتان وقذف اخوانه والسخرية والنميمة والغيبة والكثير من الأقوال والافعال التي ترتكبه هذه اللسان والفطن هو الذي يصون ويحافظ على لسانه ويصونه في كل لحظة من حياته وخاصة أثناء الصيام الذي من خلال الأخطاء التي يقع فيها ويضيع صيامه والغافل عن حفظ هذا اللسان هو من يجاهد النفس في تحمل التعب والجوع والعطش خلال يوم طويل ثم يهدم صومه بالغيبة والنميمة والكذب والقيل والقال قد ضاع صومه فيكون من الذين خسروا صيامهم وهو يظن على صواب وقد أحسن الصيام فأنبته أخي الصائم خلال أيام الصيام وجاهد النفس في حفظ اللسان في كل وقت مدى الحياة في كل قول ينطلق منها يكون في رضا رب الأرض والسماوات .

إعداد : مبارك بن عبدالله العامري

 كاتب عماني