السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

شذرات : اليوم العالمي للتوحد.. الانتقال من التوعية إلى التمكين

شذرات : اليوم العالمي للتوحد.. الانتقال من التوعية إلى التمكين
الثلاثاء - 02 أبريل 2024 04:37 م

علي بن جميل النعماني

40


يأتي شهر أبريل كلَّ عام متوشحًا بلَوْنه الأزرق الدَّال على اضطراب نمائي فريد من نوعه، الثاني من أبريل تحتفل فيه دول العالم باليوم العالمي للتوحُّد الذي يأتي لِيوصلَ رسالة سامية يرسلها أبطال التوحُّد إلى مجتمعاتهم، ويحمل هذا العام شعار (الانتقال من التوعية إلى التمكين). لِيعبِّرَ ـ في ذاك الوقت ـ عن مكنونات تختلج نفوس كلِّ أُسرة لديها طفل من ذوي التوحُّد، وهي ترقب بكثب عن مستقبل يضْمَن لهم ولأحبابهم فرصة للارتقاء بسلَّم التحسين والتطور الذي يليق بهم، ليروهم في أفضل حال وتقرَّ أعينهم بأرواحهم الأخرى التي تمشي على الأرض. لِمِثلِ ذلك وشاكلتها من الأمور التي تشغل بال الأُسر وتزيد من التفكير لديهم من حين لآخر؛ يفرض الواقع على الجميع وبخاصة من وُكِّل إليهم تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الهادفة لِمستقبلٍ يضْمن لهؤلاء الأبطال ما يليق بهم من خدمات وتسهيلات وتمكين شامل. ما القصة تحديدًا التي ينبغي لنا جميعًا الاستماع لها وفهم خباياها؟ وما الرسائل التي من المأمول منها أن تصلَ للجميع ومن باب أولى حتمًا متَّخذي القرار؟ كلُّها أسئلة تَدُور في أذهان ما يقترب من هذا الاضطراب الغامض.

يبذل أشخاص وجهات عدَّة قصارى جهدهم لمحاولة التعريف باضطراب طَيْف التوحُّد، هذا الاضطراب الذي يتَّسم بسِمات فريدة وعديدة تميِّزه عن باقي الاضطرابات والمتلازمات الأخرى، محاولة الفهم الصحيح ودحض بعض المعلومات المغلوطة التي يثيرها البعض ديدن هؤلاء الخيرين، ولكن تبقى الجهود المهِمة في هذه القصة هي إيجاد الخدمات التي تلائم ذوي التوحُّد وإيجاد آليَّات وطُرق تسهل تمكينهم في المجتمع وإعطائهم فرصًا أكبر للمساهمة بإبداعاتهم المكنونة، وبين تلك المسافات تتراءى لنا بعض المؤشرات بأنَّ ثمَّة مَن يعمل لأجل مصلحة ترتجيها أُسر التوحُّد، ولكن تصطدم ببعض الحواجز التي تحول دون تحقيق المآرب والغايات. ومن هنا ينبغي العمل بجدٍّ وتفانٍ محكم نحو إيجاد الاستراتيجية الشاملة لِتَجويدِ الخدمات المقدَّمة لأجلِ مستقبل مشرِق لأبطالنا من ذوي التوحُّد وتمكينهم التمكين الملائم في كافَّة مناحي الحياة، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنهم وبأنَّهم قادرون على المساهمة مجتمعيًّا إذا ما توافرت الظروف لذلك.

علي بن جميل النعماني