السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

أماكن وبلدان ذكرت فـي القرآن الكريم «الأرض المباركة حول الأقصى»

الثلاثاء - 02 أبريل 2024 04:16 م
130


لقد بارك الله تعالى الأرض التي تحوط بالمسجد الأقصى المبارك، وذلك لأنها أرض حظيت بسجود الكثير من الأنبياء والمرسلين فيها، بل كانوا يسكنوها ويعيشون عليها حياة كاملة،( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء: ١، وقد اختلف المفسرون حول معنى قوله «باركنا حوله» بين أن يطون المقصد أنها بركة حسية تحيط بالبيت من ثمار وبلدان، وبين أخري معنوية لما أحاطه الله تعالى بخصوصية تنزل الملائكة وحياة الأنبياء، ومنهم من جمع بينهما، فهم على آراء ثلاثة: الأول: أن بركة الأرض المحيطة ببيت المقدس بركة معنوية: يقول صاحب كتاب إعراب القرآن (2/‏‏‏‏ 264) «قيل: معنى «باركنا حوله» أن الأنبياء عليهم السلام الذين كانوا بعد من بني إسرائيل كانوا ببيت المقدس وما حوله، فبارك الله جلّ وعزّ في تلك المواضع بأن باعد الشرك منها، ولهذا سمّي ببيت المقدس لأنه قدّس أي طهّر من الشرك».الثاني: أن البركة حسية وقصد أصحابه الأماكن والمحسوسات: «معنى «بَارَكْنَا حَوْلَهُ» يعني بالثمار والأنهار، وقيل: باركنا حوله لما حوله، وتقديره عند البصريين: باركنا ما حوله» النكت في القرآن الكريم (ص: 288)». ويقول صاحب «المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 59) «باركنا حوله» قالوا: هي الشام، والقدس مركز البركة، وفلسطين هي أكثر ما تنال من البركة، لأنها الأقرب، ثم تتوزع البركة في دوائر لتشمل الشام كلها». ويقول صاحب «أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل (ص: 270) «قال: «بَارَكْنَا حَوْلَهُ» ولم يقل باركنا عليه أو باركنا فيه، مع أن البركة في المسجد تكون أكثر من خارج المسجد وحوله خصوصاً المسجد الأقصى؟ لتكون بركته أعم وأشمل، فإنه أراد بما حوله ما أحاط به من أرض الشام وما قاربه منها، وذلك أوسع من مقدار بيت المقدس، وقد بارك في لواحقه وتوابعه من البقاع، وقيل: المراد باركنا حوله من بركة نشأت منه فعمت جميع الأرض، لأن مياه الأرض كلها أصل انفجارها من تحت الصخرة التي في بيت المقدس». ويقول صاحب «الزيادة والإحسان في علوم القرآن» (7/‏‏‏‏ 374) هي قرى بيت المقدس، والشام.

الثالث: أن بركة هذه الأرض معنوية وحسية، وهي في ذات الوقت دينية ودنيوية: يقول الشيخ أبو زهرة في تفسيره (8/‏‏‏‏ 4319) يريد سبحانه بركات الدين والدنيا، لأنه متعبد الأنبياء، وهو محفوف بالأنهار الجارية والأشجار المثمرة، وكانت بركته أيضا في أنه إلى هذا الوقت كان قبلة المسلمين». ويؤكد ذلك الشيخ الشعراوي في تفسيره (13/‏‏‏‏ 8322) فيقول «لقد بارك الله حول المسجد الأقصى ببركة دنيوية، وبركة دينية: بركة دنيوية بما جعل حوله من أرض خِصْبة عليها الحدائق البساتين التي تحوي مختلف الثمار، وبركة دينية خاصة بالمؤمنين، هذه البركة الدينية تتمثل في أن الأقصى مَهْد الرسالات ومَهْبط الأنبياء، تعطَّرَتْ أرضه بأقدام إبراهيم وإسحق ويعقوب وعيسى وموسى وزكريا ويحيى، وفيه هبط الوحي وتنزلتْ الملائكة». ويقول الألوسي «بركته بما خص به من كونه متعبد الأنبياء وقبلة لهم، وبكثرة الأنهار والأشجار حوله، وفي الحديث أنه تعالى بارك فيما بين العريش إلى الفرات وخص فلسطين بالتقديس. وقيل: بركته أن جعل سبحانه مياه الأرض كلها تنفجر من تحت صخرته والله تعالى أعلم بصحة ذلك» انظر «روح المعاني (8/‏‏‏‏ 13)». وجاء في كتاب «رحمة للعالمين (ص: 716) «وقوله «باركنا حوله» يبين أن قرب ذلك المكان تكثر الأشجار المثمرة والأنهار الجارية وشجرة الزيتون المباركة. وكان ما حوله مهبط وحي كثير من الأنبياء ومصدر معجزاتهم الباهرة». فاللهم بارك في هذه الأرض وأهلها من الموحدين وطهرها من براثن اليهود الغاصبين. وللحديث بقية.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]