السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

أماكن وبلدان ذكرت فـي القرآن الكريم «الأقصى المبارك»

الاثنين - 01 أبريل 2024 04:30 م
10

لقد ذكر الله مكانا أختصه بما ندر على وجه الأرض، فهو مكان للكثير والكثير من الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين مولدا وسكنا ومعيشة وزيارة وموتا، إنه الأقصى المبارك الذي باركه الله تعالى، (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء: 1، من المتفق عليه بين أهل التفسير أن المسجد الحرام، هو مسجد مكة، والمسجد الأقصى هو مسجد القدس، ووصف بالأقصى: لأنه لم يكن حينئذ بعده مسجد ثم سمي بالمسجد الأقصى فهو ثاني مسجد بنى في الأرض بعد المسجد الحرام، وهو ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقع بالأرض المقدسة بفلسطين». الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي (16/‏ 57، بترقيم الشاملة آليا)». والجدير بالذكر أن الذي بنى المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام. ثم جدد بناءه إبراهيم عليه السلام، وأول من جدده بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو عمر بن الخطاب سنة 15هـ، وقد مرَّ المسجد الأقصى بالعديد من التجديدات والترميمات في مختلف العصور. ومما يؤسف ظلَّ أسيرًا في يد الصليبيين نيفًا وتسعين سنة، حتى استرده القائد صلاح الدين الأيوبي سنة (583هـ)، وللأسف الشديد احتل اليهود أرض فلسطين سنة (1948م) قاموا باعتداءات متكررة عليه ـ نسأل الله أن يرده إلينا عاجلاـ ومنها قيامهم بإحراق المسجد في أغسطس سنة (1969 م)، وبسلسلة من الحفريات تحته وحوله منذ سنة (1967 م) وحتى يومنا هذا». ومما ذكر في بعض فضائل بيت المقدس فوائد: منها: في مبدأ خلقه وتكوينه: قيل: كانت الأرض ماء، فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء مسحا، فظهرت على الأرض زبدة فقسّمها أربع قطع، خلق من قطعة مكة ومن أخرى المدينة ومن أخرى بيت المقدس ومن أخرى الكوفة، ومنها: ما روي «أن سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء المسجد خرّ ساجدا شكرا لله وقال: «يا رب من دخله من خائف فأمّنه أو من داع فاستجب له أو مستغفر فاغفر له»، فأوحى الله تعالى إليه: «إني قد أجبت لآل داود الدعاء»، وذكر المؤرخون في عمارته وما فيه من الجواهر والمعادن واليواقيت في سمائه وأرضه وجدرانه ما تعجز عنه ملوك الدنيا، فلما دخل بختنصر خربه وأخذ تلك النفائس التي فيه، ومنها: ما روي في فضائله «عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «الجنّة تحن إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس»، وعن مكحول قال: «من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا ومغربا وعشاء، ثم صلّى الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»،

والجدير بالذكر أن أسمائه كثيرة، أشهرها :المسجد الأقصى. ويسمى مسجد إيلياء بوزن كبرياء. ومعنى إيلياء بيت الله. ويسمى بيت المقدس: والمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة، وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها، وقيل: المكان الذي يطهّر فيه من الذنوب. ويسمى البيت المقدّس: بالدال المشددة. قال الواحدي: معناه المطهّر، ويسمى بيت القدس: بغير ميم وبضم الدال وإسكانها، ذكره الحازمي في أسماء الأماكن، وله العديد من الأسماء مثل « سلّم بتشديد اللام لكثرة سلام الملائكة فيه. قال ابن بريّ: وأصله «شلم» بالشين المعجمة لأن الشين المعجمة في العربية سين، مثل السلام: شلام واللسان: لشان، ومعناه بالعبرانية: بيت السلام. وأوري شلم، وبيت إيل، أي بيت الله. وأرض المحشر والمنشر.. إلخ». انظر» سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/‏ 105) باختصار كبير». ومن أهم فضائله، أنه: في مضاعفة الصلاة فيه: وقد اختلف الأحاديث في مقدارها: أقربها أنه الصلاة فيه بخمسمائة صلاة استحباب شدّ المطيّ والرحال إليه استحباب المجاورة به وختم القرآن فيه يستحبّ الصيام فيه واستحباب الإحرام بالحج والعمرة منه: يستحب لمن لم يقدر على زيارته ألا يبطئ، وأن الدّجّال لا يدخل بيت المقدس» المرجع السابق (3/‏ 109) باختصار أيضا. وللحديث بقية.

محمود عدلي الشريف

[email protected]