الصائم العزيز : ها نحن في العشر الاواخر من الشهر المبارك كيف تعيش أوقاتها كيف يكون حالك مع الصيام ومع القرآن الكريم ومع حلق الذكر ومع زيارة الارحام والخلان أن رمضان مدرسة تربية للنفس على الطاعة وسائر العبادات أنه موسم الأعمال العظيمة التي يجب كل مسلم أن يشمر ويجاهد نفسه في هذا الشهر العظيم ويتخذ من رمضان زادا يعيش به طول عمره في ذكر والطاعة وسائر الاعمال التي تقربه إلا رب الأرض والسماوات يقول الحسن البصري رحمه الله: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا
البعض من الناس ينشغل في شراء مختلف أصناف الطعام ومن أول يوم من شهر رمضان ويبدأ من الظهر إلى المغرب وهم في إعداد مختلف أصناف المأكولات وعندما يحين موعد الإفطار يأخذ القليل من هذه الوجبات وبعضهم يملأ بطنه وعندما يذهب لصلاة المغرب أو صلاة التراويح فيحس بالتعب والكسل وهل نحن في شهر سباق في الطعام والشراب وبعض الناس من يقضي وقته في الملاعب في اللعب ومشاهدة المباريات وبعضهم من يقضي الساعات الطوال ومتابعة الأفلام والمسلسلات والاغاني والسهر إلى وقت متأخر من الليل وبعض الاخر مجالسه أصبحت في رمضان لا تنقطع عن الغيبة والنميمة فيا لها من حسرة عظيمة وخسارة من أشد الخسران في هذه الدنيا على تضييع هذا الوقت المبارك العظيم وفي أعظم الشهور .
أيها الصائم : توقف لحظة محاسبة مع نفسك وحاسبها عن كل لحظة ضيعتها في عمرك الماضي ولتكن انطلاقتك وتغيير سلوك وأنت تعيش نفحات شهر رمضان ليتغير سلوك وإصلاح نفسك مع الله ومع الناس توجه إلى الله بتضرع وخشوع واجعل لنفسك محاسبة شديدة عاقبها على التقصير وعلى التسويف والاماني وعلاجها وداؤها في صيدلية المسارعة في الاعمال الصالحة وعدم التقصير في لحظة من عمرك من غير ذكر وها أنت في أعظم المواسم وأعظم النفخات أستغل كل لحظة وكل وقت في ذكر وطاعة ولا تفرط في هذا الوقت الثمين صوم صيام الصائمين ومن صلاة إلى صيام إلى زكاة إلى صدقة إلى مجالس علم إلى حج وعمرة إلى زيارة وبر الارحام وخاصة الوالدين والايتام والإصلاح بين الناس وقراءة القرآن وتدبره وعمر وقتك وكن دائما من المنافسون والسابقون في كل الأعمال الصالحة قال الله تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ[المطففين: 26]
إعداد : مبارك بن عبدالله العامري
كاتب عماني
