هل هلالك : هل هؤلاء متسولون ..؟!

آفة لا يكاد مجتمع يخلو منها، ألا وهي آفة التسول والمتسولين، وما نسمعه من قصص يشيب لها الرأس، بما يجنيه هؤلاء المحترفون ربما تفوق احترافيتهم لاعبي كرة القدم، تسمع هناك بأن متسولا كسب الملايين، وآخر يمتلك من العقار الشيء الكثير وغيرها من القصص، ربما لطبيعة المتسول لدينا لا يزال لا يجيد تلك النغمة التي نسمعها في بعض الدول، عندما يمسك بك كأنه سمكة الريمورالتي تلتصق بسمك القرش دون أن تتركه، ومن بين القصص التي حدثت معي شخصيا في إحدى الدول العربية من فتاة لا يتجاوز عمرها (13) عاما ظلت تردد تلك الكلمات بين الدعاء لكل المارة والاستجداء في آن واحد وكنت أرد عليها بلغة الإشارة دون أن أتكلم حتى دخلت لأحد المحلات وقلت (السلام عليكم) ليأتي ردها الصادم، أنت بتتكلم مش أخرس لأستلم منها معزوفة من ذلك الكلام (روح يا شيخ ربنا يرزقك بقطار يدهسك ويقطعك حتت)، فأنت في نهاية الأمر مجبر على الضحك، لكن الوضع لدينا مختلف وأصبح يدق ناقوس الخطر دون أن نعرف من يقف خلف هؤلاء المتسولين، ولاسيما من عنصر نون النسوة اللاتي يجوبن الحواري والمناطق، وتنوعت أساليب التسول بين باعة يقف البعض منهم في مواقع معينة، وهناك سيارات تقوم بتوزيع البضاعة التي تباع والبعض الآخر لديهم أطفال تتحسر عليهم بسبب الوضع المزري الذي هم فيه من حرارة الجو وظروف الطقس، وتطور الأمر لتدخل عليها جنسيات أخرى لا يمكن ذكرها وهي من الأيدي العاملة الوافدة المنشرة، وهنا السؤال المطروح من هم هؤلاء؟ وهل هم بالفعل يتسولون هكذا بالفطرة أم هناك جهات تقف وراء هؤلاء المتسولين وتقوم بوضع خطط لهم ومسارات عليهم أن يسلكوها ربما تفوق خطط المدربين في المباريات؟، والغريب في الأمر تجد بعض النساء تحمل معها طفلا صغير السن لا يتجاوز عمره العامين وتطوف به وهو نائم في حضنها دون حراك مما يدفعك الفضول لمعرفة هذا الطفل متى يصحو ومتى يأكل وهو كل أوقات الجولة المكوكية نائماً، فكل فنون التسول أصبحت تنتشر الآن في مجتمعنا، وهنا لابد من وقفة من الجهات المعنية ولاسيما الأمنية للحد من هذه الظاهرة وإيجاد وسائل ردع قوية، قبل فوات الأوان بالأخص من أولئك المتجولين بين المنازل وفي الحواري، لا تعرف صفاتهم وأهدافهم وماذا يحملون بين ثيابهم.