الأحد 22 يونيو 2025 م - 26 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

أماكن وبلدان ذكرت فـي القرآن الكريم «المدينة المنورة»

الاثنين - 25 مارس 2024 03:43 م

لقد ذكر الله تعالى المدينة المنورة باسمها التي سماها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباسمها القديم وكانت تسمى «يثرب» وأطلق القرآن عليها عدة أسماء كالدار وذكر سبحانه منها أجزاء أيضا، وسيأتيكم ـ أحبابنا الكرام ـ إن شاء الله تعالى التفضيل، وأما لفظ المدينة فلقد شرفت المدينة بأمرين: الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سكنها، وبنى فيها مسجده الشريف، ومات فيها، والثاني: أن الله تعالى ذكرها في كتابه الكريم عدة مرات، باسم المدينة وبأسماء أخرى، كما سيأتي، فأما المدينة فقد ذكرها سبحانه في أربعة مواضع: الموضع الأول: ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عظِيمٍ ) التوبة: ١٠١، حكى ابن جرير أن هذه الآية نزلت في قوم هم بنو أسد وغطفان وقيل غيرهم، كانوا يأتون النبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة، فيسلمون رياء ونفاقا ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان، ويرتدون إلى الشرك، يبتغون أن يأمنوا هاهنا وهاهنا، فأمر بقتلهم إن لم يعتزلوا ويصلحوا أنفسهم». التفسير الواضح (1/‏ 410)». وأما الموضع الثاني: ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ

عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ

الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ التوبة: ١٢٠، قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لم يكن لأهل المدينة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم «ومن حولهم من الأعراب» سُكّان البوادي، الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وهم من أهل الإيمان به، أن يتخلفوا في أهاليهم ولا دارٍ لهم، ولا أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه في صحبته في سفره والجهاد معه، ومعاونته على ما يعانيه في غزوه ذلك». جامع البيان للطبري (14/‏ 561)». وأما الموضع الثالث: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) الأحزاب: ٦٠، لما ذكر حال المشرك الذي يؤذي الله ورسوله، والمجاهر الذي يؤذي المؤمنين، ذكر حال المسر الذي يظهر الحق ويضمر الباطل، وهو المنافق، والذي في قلبه مرض، والمرجف الذي يؤذي النبي عليه الصلاة والسلام بالإرجاف بقوله غلب محمد وسيخرج من المدينة، لنسلطنك عليهم ولنخرجنهم من المدينة، ثم لا يجاوزونك وتخلو المدينة منهم بالموت أو الإخراج، وإن الله تعالى وعد النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيخرج أعداءه من المدينة وينفيهم، ليخلي المدينة عنهم». تفسير الرازي (25/‏ 184)». وأما الموضع الرابع: (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون: ٨، روى الإمام أحمد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبي: لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. قَالَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ، فَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ، فَلَامَنِي قَوْمِي وَقَالُوا: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَنِمْتُ كَئِيبًا حَزِينًا، قَالَ، فَأَرْسَلَ إليَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ وَصَدَّقَكَ»، قَالَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ». مختصر تفسير ابن كثير (2/‏ 505)». وإلى باقي أسماء المدينة في القرآن ننطلق بكم حتى نصل تتمة الحديث إن شاء الله تعالى.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]