أول مصدر نستلهم منه الحكمة هو القرآن الحكيم ثم السنة النبوية، ثم أقوال وأفعال العلماء الحكماء ومنهم لقمان الحكيم، ومنهم الأدباء الكبار كالمتنبي وأبي تمام والبحتري، ومما ألف في الحِكَم (الحِكَم العطائية) لابن عطاء الله السكندري، وقد شرحها العلامة سعيد رمضان البوطي شرحا في غاية الروعة تجدها في اليوتيوب.
أولا: الحكمة في القرآن الكريم: وصف الله تبارك وتعالى قرآنه بالحكيم فقال: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم)ِ (يونس ـ 1)، وقال:(تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) (لقمان ـ 2)، فالقرآن أعظم منجم للحكمة التي ننشدها، ففيه مفهومها، وأركانها، وتطبيقاتها، وفوائدها، وفيه ذكرت علوم في مختلف الأصعدة، وخبرات تاريخية يستلهم منها الحكم البالغة، قال الشيخ عبدالله العيسري:(ومن الحكمة في القرآن فيما يخص الخبرة قد ذكرت أمم سابقة وشخصيات تاريخية سواء كانت تلك الأمم والشخصيات صالحة أو أغير صالحة وأخبرنا عن حالها وعواقبها التي انتهت إليها، كما أخبرنا القرآن عن أفكار الملحدين والعصاة والمنكرين وبين ردود الله الحكيم عليهم، وبين تحريفات الكتب السابقة واوضح الصح فيما افت ق فيه أهل الكتاب).
وذكر أهل التفسير أن الحكمة في القرآن الحكيم على ستة أوجه ـ حسبما ورد في (موسوعة نظرة النعيم) ـ وهي:(الموعظة): ومنه قوله تعالى:(حكمة بالغة فما تغن النذر) (القمر ـ 5)، و(السنّة): ومنه قوله تعالى:(ويعلمكم الكتاب والحكمة) (البقرة 151) ، (الفهم): ومنه قوله تعالى:(ولقد آتينا لقمان الحكمة) (لقمان ـ 12)، (النبوّة): ومنه قوله تعالى:(وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) (ص ـ 20)، (القرآن): ومنه قوله تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (النحل ـ 125)، (علوم القرآن): ومنه قوله تعالى:(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا) (البقرة ـ 269).
سامي السيابي
كاتب عماني
فريق ولاية بدبد الخيري
