ضاد الجمالِ، أيا صنيعة سامِ
وأميرةٌ في مهد كلِّ كلامِ
فيك ارتقى المعنى وصاغ جلاله
فتحطّمتْ في بحرهِ أقلامي
أبصرتُ فيكِ جمالَ كلّ بلاغةٍ
وسمعتُ فيكِ أنينَ كلِّ غرامِ
يا زهرة نبتت على غصن التّقى
وتفتّحت في موكبِ الإسلامِ
قد كنتِ فجرَ النورِ حين تنزّلتْ
آياتُ ربي في عظيمِ نظامِ
وسرى حديثُ المصطفى بحروفكم
فغدوتِ لحنَ السّيدِ المقدامِ
لولا حروفك ما أضاء كتابنا
ولا ما هدي للدّين خيرُ امامِ
منكِ استقى القرآنُ سحرَ بيانهِ
وبكِ ارتقى المنهاجُ في الاحكامِ
فيكِ اصطفى الرحمنُ أمّةَ أحمدٍ
فأضاءتِ الدنيا بغيرِ ظلام
كم خطّ فيك الخالدون ملاحماً
وتجمّلتْ بك سورةُ الأنعامِ
ضادٌ، فأنّى للجلالِ حروفه
لولاك ما سُمِعَتْ صدى أنغامِ
لغةُ النّبيينَ الذينَ تكلّموا
وحيَ السّماءِ بأصدقِ الإلهام
ما كانت الدّنيا لتعرفَ مجدَنا
لو لم تكوني مهدَ كلِّ كِرامِ
يا ضادُ، يا نَفَسَ الحضارةِ كلّها
وسُلالةَ المعنى، وسِرُّ تمامِ
ما قلتُ شعراً في هواكِ وانّما
نُطقي بمدحكِ من بيانك نام
فإذا نطقت، توشّحتْ أسماعُنا
طِيبَ المدى بنقاءِ لحنِ سلامِ
أنتِ الندى، والنورُ في وجدانِنا
ونسيمُ عطرٍ في فمِ الأقوام
يا أيّها الحفلُ الكريمُ، حروفها
وحيُ العُلى، وولادةُ الأحلامِ
فتمسّكوا بالشمس قبل زوالها
فهي السّلاح وموطنُ الأعلامِ
ولتحملوا لغة الإله بعزة
فبقاؤكم لا شك منها حام
سعيد بن محمد الجابري
شاعر عماني