ما أروع أن يجني المجتهد من أبناء هذا الوطن العزيز ثمار مَحبَّته وخدمته لوطنه الَّذي يستحق ذلك بِدُونِ أيِّ مقابل بكُلِّ تأكيد، أولًا في النتائج الَّتي تظهر على أرض الواقع نتيجة تلك الأعمال، ثمار البذل والعطاء الَّتي قدّم لأجل تحقّقها ابن هذا الوطن العزيز زهرة شبابه وصحَّته ووقته، وثانيًا عندما يجد تقدير الحصاد والاجتهاد والبذل الَّذي تحقَّق على أرض هذا الوطن نتيجة عمله وبذله وعطائه، والأجمل أن يكُونَ ذلك التكريم من لدُن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله ورعاه).
ما أجمل ذلك الشعور الإنساني والوطني المحفز، الَّذي يلامس الروح والنفْس بالتقدير والدافعيَّة، والأروع أن يمتدَّ أثَر ذلك التكريم للأسرة والمُجتمع بأسْره، فالمكرَّم هو أب أو ابن أو زوج وغير ذلك، هو جزء من واجهة اجتماعيَّة تسعد بأن يخرج من بَيْنِها فرد من أفرادها يتمُّ تكريمه من لدُن عاهل البلاد ـ حفظه الله.
من زاوية أخرى يمنح ذلك التكريم قوَّة وطنيَّة ومكانة شخصيَّة واجتماعيَّة للمكرم المتميز تساعده على بذل المزيد من الجهد والعطاء والبذل، فليس من السهل أن تقدّم أعمال جليلة ومميزة في خدمة عُمان وقائدها، فتكُونُ لها الآثار النافعة والنتائج الواقعيَّة الَّتي يستحق عليها المجتهد التكريم، فالمتميزون في حُب عُمان وقيادتها كثر، والَّذين يبذلون لها الوقت والعمر أكثر، الأمر الَّذي ـ بلا شك ـ يُسهم في تحفيز المجتهد المتميز من أبناء هذا الوطن العزيز على الاستمرار في البذل والعطاء، وتقديم المزيد من الجهود والأعمال النافعة.
وقد قلنا في مقال سابق (1 ) إن «للتكريم السَّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله) لبعض الفئات والشخصيَّات من أبناء الوطن بَيْنَ الحين والآخر العديد من الأهداف والرسائل المختلفة المراد تحقيقها وإيصالها على المستوى الوطني والدولي، منها ما هو سياسي وآخر إنساني وثالث فكري وغير ذلك، مثل التأكيد على شخصيَّة القيادة ومنهجها السياسي، والتأكيد على طبيعة الحكم وتوجُّهاته، بالإضافة إلى التأكيد على التقاليد السياسيَّة وأهميَّة الطبيعة التواصليَّة للحكومة والقيادة».
على ضوء ما سبق، وفي أصدق صورة وطنيَّة وإنسانيَّة يُمكِن أن تقال في هذا المقام الوطني إنَّ الوطن في ظل القيادة الإنسانيَّة الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق «أعزَّه الله» قد أنزلت الناس منازلهم، خصوصًا تلك الشخصيَّات الوطنيَّة الَّتي قدَّمت لهذا الوطن من عمرها ووقتها وفكرها وتخصُّصها العلمي أو المهني إعمالًا استحقت عليها التكريم والتحفيز، قدَّمت لعُمان وأهلها في الداخل الوطني والخارج الدولي ما يسمو ويرفع من مقام وطن عزيز ورفيع ومَجيد، وهذا هو الدَّوْر الطبيعي لهذه الفئة الَّتي هي أصلًا قوَّة هذا الوطن وسنده، خصوصًا العلماء والمُعلِّمين، والأدباء والمثقفين من أهل الفكر ومُجتمع الأدب والثقافة.
خلاصة القول إنَّ هذا التكريم هو استثمار في الإنسان، في المواطن العُماني، في رأس المال الحقيقي لهذا الوطن، إنَّه الاستثمار طويل الأجل، والقيمة المضافة لأيِّ بناء وعمل، وإن كان من أحد يَجِبُ أن يتمَّ الاهتمام به والحرص على راحته وتمكينه في هذا الوطن من بَيْنِ أبنائه الكرام (الإنسان والمواطن العُماني)، فهي فئة العلماء والأدباء (مُجتمع العِلم والفكر والأدب) بمختلف مجالاته.
حفظ الله عُمان من شر الكائد الفاسد الحاقد الحاسد، ويسَّر لجلالة السُّلطان البطانة الصالحة الَّتي تُعِينه على أمْر دِينه ودُنياه وخدمة وطنه (اللَّهُمَّ آمين).
ــــــــــــــــــ
مراجع
1 ـ - التكريم السامي لجلالة السُّلطان: قراءة فـي القيم السياسيَّة المضافة، صحيفة الوطن العُمانيَّة، تاريخ النشر 15/يناير/ 2023م
محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
MSHD999 @