الأربعاء 24 ديسمبر 2025 م - 3 رجب 1447 هـ
أخبار عاجلة

فتاوى وأحكام

فتاوى وأحكام
الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 01:15 م

عن رجل من سلطنة عمان ويعمل في الإمارات، وقد مضى عليه سبع سنوات يقصر الصلاة، وهو يذهب إلى بلده كل شهر أو شهرين مرة.. فهل يستمر في الجمع أو يتم صلاته؟

صلاة السفر عندنا واجبة وليست رخصة، ما دام الإنسان مسافرًا لم ينوِ الاستيطان في البلد الذي انتقل إليه، أما إذا نوى اتخاذه وطنًا وجب عليه الإتمام، وليست للسفر عندنا مدة، وإنما ذلك يعود إلى قصد الإنسان، فمتى نوى الإقامة في بلد مع الطمأنينة وجب عليه الإتمام، وإلا فلا، ولكن صلاة السفر لا تقتضي وجوب جمع الظهرين والعشاءين، وإنما الجمع مجرد رخصة، والأفضل لمن أقام في بلد ولو لمدة قصيرة أن يفرد كل صلاة في وقتها، غير أنه لا يتمها إلا إذا صلى خلف متم، وبهذا يتضح أن حكم صلاة المسئول عنه عائد إلى قصده، فإن كان نوى الإقامة في الأمارات من غير قصد للانتقال فعليه أن يتم، وإن كان لم يقصد ذلك فعليه أن يقصر الرباعيات إلى ركعتين، والإفراد أولى من الجمع.. والله أعلم.

رجل من بلد غير البلد التي يعمل بها، وهو يوميًا يغادر إلى بلده بعد انتهاء وقت العمل، حيث لا يملك بيتًا في البلد التي يعمل بها، وتجب عليه صلاة الظهر في البلد التي يعمل بها قبل مغادرته إلى بلده، وتجب صلاة العصر عليه في بلده فماذا يفعل هل يصلي سفرًا أو تمامًا؟

عليه أن يقصر صلاة الظهر إذا صلاها خارج أميال وطنه، وإذا صلى العصر داخل وطنه فليصلها تمامًا.. والله أعلم، وللفائدة فقد أجاب سماحته على سؤال مشابه بما نصه:

من جاوز مسافة القصر وهي فرسخان عندنا ـ أي: اثنا عشر كيلو مترًا، وجب عليه أن يقصر الصلاة، ولو صلاة واحدة.. والله أعلم.

ما قولكم فيمن يقول بأن الإمام يحمل عن المأموم قراءة الفاتحة إذا أدركه في الركوع الأول؟

هو قول مرجوح، للأدلة الكثيرة الدالة على أن لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة، وبهذا يتبين أن الراجح وجوب استدراكها على من فاتته وأن الإمام لا يحملها.. والله أعلم.

ذكرتم أثر السيدة عائشة أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن، فنسمع كثيرًا من الناس يقول: (أذهب لأزور قبر والدي) أو (قبر والدتي)، أو قبر قريب له.. فهل زيارة قبر بعينه من بين المقبرة مشروع أم يُشرع فقط زيارة المقبرة بشكل عام ويُطْلِق سلامًا عامًّا على أهل المقبرة؟

على أيّ حال، الأوْلى أن يفعل الإنسان كما فعل الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام)، بحيث زار (بقيع الغرقد) وسلّم على المؤمنين جميعا هناك؛ كما زار أيضا شهداء (أُحُد)، فلا مانع من أن يزور الإنسان مع التسليم على كل مَن في القبور، وإن كان من بين هذه القبور قبرُ رجلٍ أو امرأة شُهِرا بصلاحهما وتقواهما وفضلهما وبِرهما فتخصيص قبر الصالح أو الصالحة من النساء بالزيارة من أجل مراعاة هذا الصلاح ومراعاة هذا الخير أيضًا لا مانع منه، وكذلك إن كان رجل دَفن قريبه ويريد أن يزور قبره لا مانع من ذلك من غير أن يأتي بشيء من المنكرات، أو يَعتبِر هذه الزيارة حاجة موسمية، كما يفعل بعض الناس في زيارة القبور في أيام الأعياد وغير ذلك، كأنما ينتقلون في أيام الأعياد إلى المقابر لتهنئة الموتى بالعيد .. هذا أمر لا دليل عليه.

يجيب عن أسئلتكم

سماحة الشيخ العلامة

أحمد بن حمد الخليلي

المفتي العام للسلطنة