يمثِّل ما طُرح في منتدى وجوائز عُمان للمسؤولية الاجتماعية للشركات تحوُّلًا نوعيًّا في فهم وتطبيق المسؤولية الاجتماعية في سلطنة عُمان، حيث إن الانتقال بالمسؤولية الاجتماعية من مبادرات متفرقة إلى منظومة وطنية متكاملة يعزز توحيد الرؤية وتنسيق الجهود بين مختلف القطاعات، ويضمن اتساق برامج المسؤولية الاجتماعية مع أولويات التنمية الوطنية ومؤشرات رؤية عُمان 2040.
ويسهم هذا التوجه في ترسيخ الحوكمة في برامج المسؤولية الاجتماعية من خلال أطر واضحة للتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم وقياس الأثر التنموي للمبادرات بدل الاكتفاء بحجم الإنفاق، بما يتيح معرفة العائد الاجتماعي والاقتصادي الحقيقي وتعظيم القيمة المضافة للمسؤولية الاجتماعية عبر توجيهها نحو قطاعات حيوية كالتعليم، والتشغيل، وريادة الأعمال، والاستدامة البيئية وصولًا إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وتحويل المسؤولية الاجتماعية إلى رافد داعم للسياسات التنموية لا نشاطًا موازيًا لها.
كما أنَّ تأكيد المنتدى على الحوكمة وقياس الأثر يمثِّل خروجًا واضحًا من المفهوم التقليدي للمسؤولية الاجتماعية بوصفها تبرعات أو مبادرات موسمية، إلى نهج استراتيجي طويل المدى يرتبط بجوهر عمل المؤسسات وأهدافها وبما يدفع نحو مواءمة برامج المسؤولية الاجتماعية مع السياسات الوطنية والتركيز على التمكين بدل الرعاية.
المحرر