مسقط ـ «الوطن»:
عزفت الأضواء والمؤثّرات البصريّة في دار الأوبرا السلطانيّة مسقط سيمفونية مذهلة، في احتفال بهيج بالحياة، والطاقة، وجمال العالم حين قدّمت شركة لومين كرياسيون العرض الأكروباتيكي (سيمفونية الأضواء) المدرج ضمن برامج الموسم الحالي (2025-2026)، على خشبة الأوبرا السلطانية: دار الفنون الموسيقية، ويُعدُّ الأمثل لموسم البهجة والاحتفالات. وجاء العرض العائلي الموجّه لجميع الأعمار، نابضا بالجمال، والمتعة، والدهشة، انطلاقا من لحظة تقبع خارج الزمن، تحوّل فيها الضوء إلى عاطفة، والعاطفة إلى نور، وتواصل العرض بهذه الشاعرية البصرية، فكل فصل هو موجة، ونبضة، فتحوّل الضوء إلى لغة، والفنانون إلى نجوم نابضة تهدي الجمهور حكاية بلا كلمات، قصيدة بصرية عن الخلق، والتجدّد في رحلة عبر الكون، وأعماق الذات، فاستمتع الجمهور، الذي قضّى (75) دقيقة متواصلة من الجمال مع هذا العرض الذي يُعدّ أوبرا رقمية وحسّيّة مزجت بين شعر الحركة، وقوة الموسيقى، وسحر الضوء، قدّمها أكثر من اثني عشر فنانا، اشتركوا في رقصة كونية ساحرة، قامت بتصميمها (أنايل أمستوتز)، فكل فصل هو مجرة وكل حركة هي نجم مشتعل، وكل نفس يخلق اهتزازا، فما بين الموسيقى الكلاسيكية، والإبداعات الإلكترونية كشف العرض عن جمال بصري غامر، وساحر، ومفعم بالوجدان، وازداد ألقا بأداء أعضاء الفرقة التي جسّدته المعروفة عالميّا( لومين كرياسيون)، وقد سبق لها أن قدّمت عروضها في مختلف دول العالم، من بينها فرنسا، وإسبانيا، وكندا، مصدّرة براعتها في لغة الضوء وقدرتها على إبداع لحظات من الدهشة، فقد اشتهرت بدمج الحركات المسرحية، والاستعراضات الهوائية، وتصاميم الإضاءة المتطورة، التي رسم خرائطها الضوئية (جوليان شافيرلي) فأخذته معها في رحلةً غامرة عبر الحركات والموسيقى والسحر، حيث الاستعراضات التي تمتزج بالإضاءة الحديثة (قام بتصميمها أكسل هاميلين وفينسان جيجو) والمؤثّرات البصريّة والحركات التي تقاوم الجاذبية، فصفّق لها طويلا خصوصا في المشهد الختامي، عندما نزل الفنانون عن الخشبة، وتمدّد الضوء، وسرى من يد إلى يد، ليصبح المتفرجون جزءا من اللوحة، التي بدت ككوكب بشري يوحدّه الضوء في مشهد مدهش ومميز.
