الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 م - 2 رجب 1447 هـ
أخبار عاجلة

« وجه عالق فـي المرآة» جديد الروائي الجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله

« وجه عالق فـي المرآة» جديد الروائي الجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله
الأحد - 21 ديسمبر 2025 01:44 م
30

دمشق ـ «الوطن»:

يصدر قريباً عن دار مسكلياني في تونس كتاب جديد للروائي الجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله بعنوان (وجه عالق في المرآة). في تقديمه للكتاب يقول الشاعر التونسي شوقي العنيزي : بيت تضيق فيه الغرف وتتسع فيه الحكايات، أم تُملح الشاي لتخدع الجوع، أب يعود إلى مائدة خالية، وفتى يعلم الأسفلت لغة القدم. يقف أمام المرآة فيرى طفولة تمحى وترسم بالطباشير على سبورة قديمة. ويلمح مدينة تدعى (معسكر) تتعلم ان تحيا محاطة بالنكات وبالجبال والخوف.

هذا كتاب يبدو في ظاهره عن سيرة فتى شبّ على الركض خلف الكرة والحب هرباً من عصيّ المدرسة والبيت، لكنه في العمق كتاب عن الكتابة نفسها بوصفها (فارماكون) اي سماً ودواء في الآن ذاته. بين التسعينيات التي تطفئ الكهرباء وتشعل الرعب، وبين أعراس تلمع فيها كرة الفسيفساء، يكتب عبد اللطيف ولد عبد الله كي لايسقط وجهه عن الزجاج، يكتب وهو يمزج الاعتراف بالتخييل، والفلسفة بفكاهة سوداء، وتفاصيل اليومي بتوهج العبارة ليصنع مرآة لبلد ولجيل أضاع ملامحه.

هذا كتاب عن الندبة وقد صارت لغة ، وعن اللغة حين تنقذ صاحبها من الغرق. وعن فكرة الكتاب يقول المؤلف أنها: ترتكز على الذاكرة والزمن، بما أن ذاكرتنا لا ترتب الأحداث حسب زمن وقوعها بل حسب تأثيرها في حاضرنا، فإني اعتمدت على كتابة بعض الفصول من حياتي بطريقة تلقائية غير مرتبة ترتيباً زمنياً، هي ليست سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي بل (ذاكرة) . تعتمد على التأمل في معنى المكان والزمن والذاكرة والنسيان. يمكن قراءة كل فصل على انفراد دون الإخلال بروح الكتاب، فكل فصل يحتوي على عالم قائم بحد ذاته، وبعض الفصول تشترك في بعض الثيمات كالجنس والحب والجسد والمكان. وبعض الفصول الرابط الوحيد بينها هو وجود شخصيات ظهرت مع بداية الكتاب واستمرت لتشكل نسيجا سرديا يشبه القصة.

تتراوح النصوص ما بين السرد القصصي تتخللها بعض الطرافة والمتعة في بعض المقاطع وتقرأ بسهولة دون حاجة لتركيز كبير من القارئ أما بعض النصوص تشبه في شكلها ومضمونها المقال ولكنها لا تخلوا من لمسات ذاتية، تعمدت توزيعها على الكتاب لأنها تكمل النصوص السردية وكأنها خلاصة أو لحظة تأمل في الحياة قبل الانطلاق إلى مرحلة أخرى من حياتي الفكرية أو الشخصية.

عموما هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية كمن يعتزم على التعريف بنفسه وحياته، فأنا استعملت بعض الذكريات لأنها تخدم بعض الأفكار في النص وليس العكس، وليس رواية سيرية بقدر ما هي لحظات مشرقة تأملية تحمل في طياتها سنوات من القراءة والبحث والكتابة والتأمل. أردت لهذا الكتاب أن يكون مختلفا وبضمير الغائب الحاضر. وكأنني أخاطب نفسي من خلال الكلمات بأسلوب غير مباشر يمكن القارئ الذي يبحث عن نصوص مختلفة أن يشاركني الرحلة كما عشتها.