القارة السمراء تترقب انطلاق البطولة اليوم
الرباط ـ د.ب.أ: يترقب عشاق الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة، وفي القارة السمراء، بشكل خاص، انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، في المغرب اليوم الأحد، والتي تستمر فعالياتها حتى 18 يناير المقبل.
ويتطلع المنتخب المغربي، الذي يستضيف المسابقة القارية على ملاعبه، لتقديم أوراق اعتماده لكي يصبح قوة كروية عالمية من خلال التتويج بلقبه الثاني في أمم أفريقيا، بعد نسخة عام 1976 بإثيوبيا. وتعتبر هذه البطولة، التي تستمر أربعة أسابيع، بمثابة بروفة شاملة لكأس العالم 2030، حيث سيكون المغرب أحد الدول الرئيسية المضيفة، وقد شرعت المملكة في تنفيذ أحد أضخم برامج البنية التحتية في تاريخ الرياضة الأفريقية استعدادًا لهذه البطولة.
ويتنافس 24 منتخبا من مختلف أنحاء القارة في تسعة ملاعب جديدة، أو مجددة بالكامل في ست مدن، ويعتبر المغرب من أبرز المرشحين للفوز باللقب المرموق،لاسيما بعد بلوغه قبل نهائي كأس العالم 2022، في إنجاز غير مسبوق.
وتأمل المنتخبات العربية الستة المشاركة في البطولة، استعادة اللقب الذي فقدته في النسختين الماضيتين، وتحديدا منذ فوز الجزائر باللقب عام 2019.
ويأتي منتخب كوت ديفوار، حامل اللقب، الذي أحرز اللقب في النسخة الماضية التي احتضنتها ملاعبه، كأبرز المرشحين لمنافسة المنتخبات العربية على اللقب، بينما يأمل منتخب نيجيريا في تحقيق إنجاز أفضل بعد خسارته في المباراة النهائية بالنسخة الماضية، حيث يطمح أيضا لمصالحة جماهيره التي شعرت بخيبة أمل كبير عقب إخفاق منتخب (النسور الخضراء المحلقة) في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
كما يعود منتخب السنغال، بقيادة نجمه المخضرم ساديو ماني، إلى المشاركة مجدداً بعد فوزه بنسخة 2021 في الكاميرون، بينما يطمع المنتخب المصري في ألا تشتت التكهنات حول مستقبل نجمه الأسطوري محمد صلاح تركيزه عن تحقيق لقبه القاري الثامن، من أجل تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات المتوجة بالبطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957.
وكان من المقرر في البداية أن تستضيف غينيا نسخة أمم أفريقيا عام 2025، ولكن تم سحب حق استضافة المسابقة منها في 2022، عندما قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن البلاد لا تملك البنية التحتية والمرافق الكافية.
وعرض المغرب، الذي تم سحب حق استضافة نسخة البطولة عام 2015 منه، أن يتولى تنظيم المسابقة، التي تحمل الرقم 35 في تاريخ البطولة.
وكان من المقرر في البداية إقامة البطولة في فصل الصيف، لكن كاف وافق على تأجيلها حتى لا تتعارض مع بطولة كأس العالم للأندية، بنظامها الجديد في الولايات المتحدة، والذي شهد مشاركة 32 فريقا لأول مرة.
وقام كاف بتغيير موعد إقامة كأس الأمم الأفريقية إلى فصل الصيف في عام 2017، بدءًا من نسخة عام 2019 بمصر، ثم تم تأجيل نسخة عام 2021، لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19، إلى شهر يناير ، بسبب «الظروف المناخية غير المواتية» خلال فصل الصيف في الكاميرون.
ويواجه المغرب ضغوطا كبيرة لتحقيق لقبه الثاني في كأس الأمم الأفريقية، حيث يبدأ مشواره بمواجهة جزر القمر على ملعب (الأمير مولاي عبد الله)، الذي يتسع إلى 69500 متفرج، ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي تضم أيضا منتخبي مالي وزامبيا.
وتشهد المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات مواجهة بين مصر وجنوب أفريقيا، التي أقصت المغرب في النسخة الماضية، بينما تحلم أنجولا وزيمبابوي بتحقيق مفاجأة بالعبور نحو الأدوار الإقصائية.
ومن المتوقع أن يتأهل منتخبا نيجيريا وتونس من المجموعة الثالثة، حيث أوقعتهما القرعة مع منتخبي أوغندا وتنزانيا. وفي المقابل، تتنافس السنغال والكونغو الديمقراطية في المجموعة الرابعة، إلى جانب بنين وبوتسوانا، وكان منتخب الكونغو الديمقراطية خسر أمام منتخب كوت ديفوار، الفائز باللقب، في قبل نهائي النسخة الماضية.
وتواجه الجزائر الكثير من الضغوط أيضا في المجموعة الخامسة بعد خروجها من دور المجموعات في النسختين الماضيتين، حيث يواجه «محاربو الصحراء» بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان.
وتشهد المجموعة السادسة منافسة ساخنة بين منتخب كوت ديفوار (حامل اللقب) والكاميرون، التي تمتلك خمسة ألقاب في البطولة، والتي طغى على استعداداتها إقالة مدربها وسط خلاف مع رئيس الاتحاد صامويل إيتو، فيما تكتمل المجموعة بمنتخبي الجابون وموزمبيق.
ويعتبر منتخب غانا، الذي يمتلك 4 ألقاب في البطولة، أبرز الغائبين عن النسخة المقبلة من أمم إفريقيا، بعدما فشل في عبور التصفيات، حيث تذيل مجموعته في مفاجأة من العيار الثقيل.
ويتأهل أول منتخب من كل مجموعة للأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حصلت على المركز الثالث، في المجموعات الست، وفقا للائحة المسابقة.
وستكون الأضواء مسلطة على العديد من النجوم، وفي مقدمتهم المغربي أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، المتوج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025.
وتتصدر صورة حكيمي كل لوحة إعلانية في العاصمة المغربية الرباط، ويسابق اللاعب الزمن الآن من أجل التعافي من الإصابة التي يعاني منها حاليا في كاحل القدم ليشارك مع منتخب بلاده.
كما سيكون صلاح محط أنظار الجميع في معسكر المنتخب المصري وسط تكهنات بإمكانية رحيله عن ليفربول بعد أن أعرب عن استيائه من قلة مشاركاته مع الفريق الأحمر.
ولم يسبق لصلاح 33 عاما، الفوز بكأس الأمم الأفريقية، لكنه كان قريبًا من تحقيق هذا الإنجاز عامي 2017 و2022 عندما وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية.
ويبقى فيكتور أوسيمين اللاعب الأبرز ضمن صفوف منتخب نيجيريا، ويعد غياب مهاجم جالطة سراي التركي بسبب الإصابة سببا رئيسيا في عدم تأهل (النسور الخضراء المحلقة) لكأس العالم العام المقبل.
من جانبه، تعول الجماهير الكاميرونية آمالا كبيرة على برايان مبويمو، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، ومن المتوقع أن يتألق يان ديوماندي مع منتخب كوت ديفوار بعد بدايته الرائعة للموسم مع نادي لايبزج الألماني.
9 ملاعب تحتضن منافسات أمم أفريقيا
الرباط ـ د.ب.أ: تنطلق اليوم الأحد بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، في نسختها الـ35 بالمغرب، حيث تقام المنافسات على مجموعة من الملاعب، التي تعتبر بين الأكثر حداثة في القارة السمراء. وتتوزع هذه الملاعب بين خمس مدن، حيث تجمع بين الهوية المحلية والتاريخ الغني والهندسة المعمارية الحديثة، كما أشار الموقع الالكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الذي استعرض الملاعب التسعة المسابقة، التي تقام في الفترة من 21 ديسمبر الجاري حتى 18 يناير القادم.
1- المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله السعة: 68 ألف مقعد
يقع على بعد 7 كيلومترات فقط من مركز الرباط، ويعد من أبرز الملاعب في البطولة، حيث أُعيد بناؤه على موقع الملعب الأصلي عام 1983، ويمثل مزيجا مثاليا بين الحداثة والتراث المعماري.
تم تجديد الملعب بالكامل وتم افتتاحه في 4 سبتمبر 2025، واستضاف عدة مناسبات كبرى، بما في ذلك كأس العالم للأندية عام 2022 وكأس أمم أفريقيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 سنة.
وتم دمج الملعب ضمن مجمع واسع يضم مسبحا أولمبيا وقصرا للرياضة، ويتمتع بموقع متميز في قلب الحزام الأخضر للعاصمة المغربية، كمركز عصبي حقيقي للبطولة، يحتوي الملعب على عشب هجين ومدرجات محدثة، ومن المقرر أن يستضيف سبعة لقاءات في المسابقة القارية، من بينها مباراتا الافتتاح والنهائي، وكذلك إحدى مواجهتي المربع الذهبي.
2- الملعب الملحق الأولمبي – المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، الرباط، السعة: 21 ألف متفرج، أُنشئ خلال 9 أشهر فقط وتم افتتاحه، يوم 25 مايو 2025، خلال الاجتماع الدولي، ويضم جميع متطلبات المستوى العالي: مضمار معتمد من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، عشب طبيعي، سقف على شكل هلال، إضاءة متطورة، مواقف سيارات تحت الأرض، غرف العلاج بالتبريد، صالات كبار الزوار واستوديو تلفزيوني.
إنه ملعب متكامل لكنه طموح، صمم لتحسين تجربة اللاعبين والمشجعين، ومن المقرر أن تقام عليه ثلاثة لقاءات في البطولة، جميعها لمنتخب تونس في مرحلة المجموعات.
3- المجمع الرياضي الأمير الحسن الرباط، السعة: 22 ألف متفرج، مبني على الموقع التاريخي لنادي الفتح الرباطي، ويقرب الجماهير من اللعب كونه من دون مضمار، مدرجات مضغوطة، واجهة من الطين المطلي مستوحاة من النقوش البربرية، لتسهيل مرور الهواء وانعكاس الضوء. منشأة من خمسة مستويات تضم مناطق كبار الزوار، مناطق الإعلام، ومراكز قيادة حديثة.
ويستضيف الملعب 4 لقاءات في البطولة، من بينها مباريات منتخب الجزائر الثلاث في دور المجموعات.
4- ملعب البريد، الرباط، السعة: 18 ألف متفرج، في حي أكدال، ملعب نادي الاتحاد التوارقي، يعتمد على البساطة، عشب طبيعي، مناطق كبار الزوار، مناطق إعلامية، وملعب منخفض قليلا لتحسين الرؤية. تحيط به ساحات خضراء، محلات، ونقاط طعام، سوف تقام عليه 4 مباريات.
5- ملعب محمد الخامس، الدار البيضاء، السعة: 67 ألف متفرج
تم افتتاحه عام 1955، ويعتبر من أبرز مسارح كرة القدم الأفريقية، في حي المعاريف، سوف يستضيف 8 مباريات من البطولة، من بينها لقاء تحديد صاحب المركز الثالث، محافظا على سمعته كميدان مشتعل للمواعيد الكبرى.
6- الملعب الكبير لأغادير، السعة: 45480 متفرجا، افتتح عام 2013، في مدينة الجنوب الساحلية، وأصبح ركيزة كرة القدم المغربية. تصميم أنيق، تجهيز حديث، أجواء ودية، حيث تستعد أغادير لتعيش مباريات مثيرة متتالية. وسوف يستضيف الملعب 8 لقاءات في البطولة، من بينها المباريات الثلاث التي سيخوضها المنتخب المصري في مرحلة المجموعات.
7- المجمع الرياضي لفاس، السعة: 45 ألف متفرج
يجمع ملعب فاس، على طريق صفرو، بين العمارة المغربية والمرافق المعاصرة. تم تصميمه في التسعينات من القرن الماضي واكتمل عام 2003، ويقدم أجواء واسعة وحيوية مناسبة للمباريات الدولية، ستقام عليه 4 مباريات، من ضمنها لقاءات المنتخب النيجيري الثلاثة في دور المجموعات.
8- الملعب الكبير لمراكش، السعة: 45240، يعتبر ملعبا متعدد الاستخدامات، ويجمع في شمال مدينة مراكش، بين السعة، الجمال والراحة، مع ملعب ملحق بسعة خمسة آلاف متفرج، مركز إعلامي واسع، وبنية تحتية طبية، مراكش جاهزة للسهرة الإفريقية الكبرى، 8 لقاءات، من بينها جميع مباريات كوت ديفوار (حاملة اللقب) في مرحلة المجموعات.
9- الملعب الكبير لطنجة،السعة: 68 ألف متفرج، يتواجد على بعد عشرة كيلومترات من مركز المدينة، يحمل اسم، ابن بطوطة، تكريمًا للرحالة «الطنجاوي» في القرن الرابع عشر، تم افتتاحه عام 2011 وأصبح رمزا للحيوية الرياضية في شمال المغرب، سوف تقام عليه 6 لقاءات، من بينها مباريات منتخب السنغال الثلاث بدور المجموعات، وإحدى مواجهتي الدور قبل النهائي.