الأحد 21 ديسمبر 2025 م - 30 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

المتحف الوطني يحتفي بتجليات الفضة العمانية فـي مينسك

المتحف الوطني يحتفي بتجليات الفضة العمانية فـي مينسك
السبت - 20 ديسمبر 2025 02:30 م


مسقط ـ «الوطن»:

افتتح المتحف الوطني معرض وفعاليات يوم عُمان، بعنوان «بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني» في المتحف الوطني للفنون الجميلة في مينسك بجمهورية بيلاروس. ويحتفي المعرض بتجليات الفضة العُمانية كصناعة رائدة تاريخيًا، مع إبراز مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تعود إلى سلاطين عُمان في مسقط وزنجبار، ويستمر المعرض حتى 18 من مارس القادم.

رعت حفل الافتتاح صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، ونائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، والتي جاءت كلمتها الافتتاحية معبرة عن عميق تقديرها لجمهورية بيلاروس حكومة وشعبًا على حفاوة الترحيب وحسن الاستقبال والتعاون في إقامة هذا المحفل الثقافي، مؤكدةً التطلع الدائم لتوثيق عرى الصداقة، وفتح آفاق أرحب من التعاون الثقافي والمعرفي الذي يجمع بين البلدين الصديقين.

ويضم المعرض عددًا من القطع المتحفية التي تُبرز سحر الفضة في السياق الثقافي لعُمان، حيث تتجلى مظاهر الفخامة والأناقة. ويسلط المعرض الضوء على الأدوار المتنوعة للفضة، هذا المعدن الثمين الذي لم يقتصر استخدامه على بلاط السلاطين فحسب، بل امتد ليشمل تفاصيل الحياة اليومية، كما يُبرز المعرض براعة الحرفيين العُمانيين في المشغولات الفضية، ويمثل فرصة للزائر لسبر أغوار عالم، حين تصبح الفضة رمزًا للجمال والحماية وجوهر الحرفية العُمانية.

ينقسم المعرض إلى خمسة أقسام رئيسة، هي: الخنجر العُماني، وثقافة الطيب، وفن صناعة الفضة، والأزياء التقليدية، وأزياء النخبة لشخصيات عُمانية بارزة في شرق إفريقيا آنذاك.

ويسلط قسم الخنجر العُماني الضوء على رمزيته بوصفه جزءًا من شعار سلطنة عُمان، ويستعرض تاريخه وتطوره منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، مع الإشارة إلى شواهد تاريخية تؤكد استمرار شكله عبر العصور. كما يتناول أنواع الخناجر العُمانية وملحقاتها، ومن أبرزها الخنجر السعيدي المنسوب إلى الأسرة الحاكمة آل سعيد والذي صُنع لأول مرة خصيصًا لها، إلى جانب الخنجر النزواني والصوري، كما يشمل القسم جنبية مُهداة من علي عبد الله صالح، الرئيس السابق لجمهورية اليمن إلى السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ. ويركز قسم ثقافة الطيب على مكانة الروائح الزكية في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية لدى العُمانيين، ويعرض قنينات عطرية نادرة تعود إلى عام 1983م مصنوعة من البلور والذهب (عيار 24 قيراطًا) والفضة وهي أولى الابتكارات العطرية لشركة أمواج للعطور تحمل مسمى (أمواج جولد)، حيث استوحي شكل قنينة العطر الرجالي من الخنجر العُماني وقد كانت تُهدى من قبل السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) لضيوفه فلقبت بـ «هدية الملوك»، والتي تضم مكونات طبيعية ثمينة كاللبان والورد والعنبر، ويُبرز اللبان بوصفه رمزًا للتواصل الحضاري العالمي.

أما قسم صناعة الفضة فيستعرض المشغولات الفضية ودلالاتها الجمالية والرمزية، واستخدامها للزينة والحماية، ودورها الاجتماعي والاقتصادي للمرأة بوصفها جزءًا من المهر ومصدرًا للاستقرار المالي.

بينما يقدم قسم الأزياء التقليدية وظائف اللباس العُماني بوصفه تعبيرًا عن المعتقدات الدينية والهوية والحشمة والزينة، مستعرضًا مكونات زي المرأة وزي الرجل وما يرتبط بهما من أدوات وأسلحة مزينة بالفضة، ويضم مقتنيات بارزة من بينها ترس وسلاح أبو فتيلة من المقتنيات الخاصة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -.

ويعرض قسم أزياء النخبة أزياء وحلي شخصيات عُمانية مرموقة، من بينها حُلي وبرقع السيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية تعود إلى القرن (13 هـ/‏‏‏19م)، مسلطًا الضوء على دور هذه المقتنيات في توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية في البلاط العُماني وشرق إفريقيا.

وتتألف مجموعة الفن البيلاروسي من لوحات فنية أيقونية قديمة، وتماثيل، ومنحوتات خشبية، ومنسوجات، ولوحات فنية تعود إلى القرن التاسع عشر، وأعمالاً من الفنون الزخرفية والتطبيقية، وأعمالاً فنية من القرن العشرين. ويقوم المتحف أيضًا بالبحوث العلمية وأعمال الترميم، ويعمل باستمرار على توسيع مقتنياته المكتبية وتحديث الفهرسة الإلكترونية لتبادل صور الأعمال الفنية مع المتاحف المختلفة. وبالإضافة إلى استضافة المعارض الفنية البيلاروسية والدولية، فإن المتحف ينظم محاضرات وجولات تفاعلية، ويقدم ورشًا فنية للأطفال، ويمثل المتحف واجهة فنية تستضيف اجتماعات مع الفنانين والنقاد الفنيين، والأمسيات الأدبية والموسيقية، وعروضَ الكتب، وورشًا فنية.