كتب ـ سيف الغافري:
أتاحت لنا الزيارة الصحفية لمحافظة شمال الشرقية، التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية، ممثلة في لجنة الصحفيين بمحافظة شمال الشرقية الإطلاع عن كثب على مكنونات الحارات القديمة بولاية سناو، تلك الحارات التي تتنفس عبق التاريخ وتروي حكايات الأجداد عبر جدرانها الطينية، وأبوابها الخشبية المزخرفة، ونوافذها المطلة على بساتين النخيل وأسقفها التي تزينت بخشب الجندل الأصيل. وخلال تجوالنا بين جنبات حارة الصووافة و البراشد و السوق القديم، استمعنا إلى شرح مفصل عن تلك الحارات التي تحتضن داخل أسوارها أسواقا تقليدية ومساجد أثرية تشكل محور الحياة اليومية في الماضي، وتعكس روح التفاعل الاجتماعي والديني الذي كان يسود بين الأهالي. يقول سالم بن محمد البراشدي: تعد الحارات الأثرية في ولاية سناو كنزا أثريا يمكن تطويره ليصبح معلما سياحيا وثقافيا، مما يعزز من القيمة الاقتصادية للمنطقة من خلال السياحة المستدامة، لذا أطلق مكتب محافظة شمال الشرقية مبادرة التجديد الحضري للحارات بالتعاون مع المجتمع وشركات القطاع الخاص وشمل ثلاث حارات في ولاية سناو وهي حارة البراشد و العقير والصووافة، وتم تحديث حارة الصووافة بساحة عامة تتوسط الحارة كانت تستخدم في البيع والشراء، وإقامة المناسبات والاحتفالات. فيما تتميز حارة البراشد بمسجد حجرة البراشد الذي جدد في عهد الإمام سلطان بن سيف، وتم نقش تاريخ بنائه ومن بناه على محراب المسجد وقامت الحكومة بترميمه وإعادة الحياة إليه كسابق عهده، إضافة لوجود (الصْباح) ، كما يلاصق الحارة من الناحية الشرقية (الخشبة) الخاصة بفلج بومنين والتي كان يعتمد عليها الناس في تقسيم مياه الفلج، وأوضح: بأن حارة العقير او حارة السوق تحتوي على السوق القديم وتحيط به منازل الحارة محاط بسور حماية ويوجد في داخل السور إضافة إلى حصن العقير الضارب في القدم، كما توجد بها خبة الشواء ومجلس المفاتيح العام، ومحلات الذهب وللحارة أربعة ابواب من أربع جهات لكل باب اسم معروف. من جانبها أشارت المهندسة شيماء الراسبية رئيسة فريق التجديد الحضري بمحافظة شمال الشرقية بأن مبادرة التجديد الحضري تأتي ضمن رؤية شاملة لتعزيز استدامة الموروث الثقافي، وتهيئة بيئة محفزة للاستثمار السياحي، مع تمكين المجتمع المحلي من الاستفادة من الحراك الاقتصادي المصاحب، بما يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة، وتنشيط الحركة التجارية، ودعم الصناعات الحرفية التقليدية، وتهدف المبادرة إلى إعادة تأهيل وترميم الحارات القديمة بما يحافظ على الطابع المعماري التقليدي، مع إدخال تحسينات تواكب متطلبات العصر، لتحويل تلك الحارات إلى وجهات سياحية جاذبة ومراكز حيوية تدعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والمجتمع.