الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 م - 25 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

مهرجان الشعر العماني يستعيد وهج الكلمة ومكانة الشعر فـي دورته الـ13

مهرجان الشعر العماني يستعيد وهج الكلمة ومكانة الشعر فـي دورته الـ13
الاثنين - 15 ديسمبر 2025 02:36 م
10


كتب ـ عبدالله الجرداني:

بدأت صباح أمس فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الشعر العُماني، الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مستعيدًا وهج الكلمة ومكانة الشعر في الوجدان العُماني والعربي، على أن تتواصل فعالياته حتى الثامن عشر من ديسمبر الجاري، بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

استهلّت الفعاليات بندوة شعرية أقيمت في الفترة الصباحية بفندق جراند ميلينيوم مسقط، خُصّصت لقراءات نقدية في تجارب المكرّمين في مجال الشعر الشعبي، حيث قدّم الشاعر مسعود الحمداني ورقة تناول فيها التجربة الشعرية للشاعر حمود الحجري، فيما استعرض الشاعر أحمد مسلّط ملامح التجربة الإبداعية للشاعرة العُمانية الراحلة هلالة بنت خليفة الحمدانية. وفي الفترة المسائية، احتضن مسرح وزارة الإعلام أولى أمسيات المهرجان الشعرية، بمشاركة الشعراء المتأهلين في مجال الشعر الفصيح، إلى جانب عدد من الشعراء الضيوف، في تظاهرة احتفت بتنوّع الأصوات الشعرية وتجلياتها المعاصرة.

وقد افتُتح المهرجان بمسرح وزارة الإعلام تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، وبمشاركة واسعة من الشعراء العُمانيين ونخبة من الشعراء العرب.

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد عبدالله بن محمد الحارثي، مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية بالوزارة، أن مهرجان الشعر العُماني، الذي انطلق عام 1998م، جاء ليحتفي بالإرث الشعري العُماني العريق، ويبرز ملامح المشهد الشعري الحديث في سلطنة عمان، ويكرّم رموز الشعر وحملة شعلة الكلمة، إلى جانب احتفائه بالشعر العربي عبر استضافة تجارب شعرية عربية بارزة رسّخت حضورها في خارطة الإبداع. وأشار (الحارثي) إلى أن للشعر في سلطنة عُمان حكايةً ضاربة في عمق التاريخ، تمتد جذورها إلى مالك بن فهم الأزدي وما قبله، موضحًا أن هذا الوطن أنجب على مر العصور أعلامًا في الشعر والأدب واللغة، أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية وكان لهم أثرهم البالغ على المستوى العالمي. وأضاف: أن تسجيل تسع شخصيات عُمانية في سجل اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميًا يعكس هذا الامتداد الحضاري، مشيرًا إلى أن الشعر شكّل القاسم المشترك بين كثير من تلك الشخصيات، بدءًا من الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، وأبي العباس محمد بن يزيد الأزدي (المبرّد)، والطبيب الفيزيائي محمد بن عبدالله الأزدي المعروف بابن الذهبي.

كما استحضر (الحارثي) في كلمته عددًا من الرموز العُمانية الملهمة، من بينهم ابن دريد، والملاح أحمد بن ماجد السعدي، والمؤرخ ابن رزيق، والعلامة الطبيب الشاعر راشد بن عميرة، والعلامة نور الدين السالمي، وأبو مسلم البهلاني، والشيخ الشاعر عبدالله بن علي الخليلي، مؤكدًا أن سلطنة عُمان ما تزال تنجب المبدعين الحاملين لراية الأسلاف ورسالة الوطن.

تضمن حفل الافتتاح عرض فيلم من ذاكرة المهرجان، استعرض مسيرته الثقافية وأبرز محطاته الفكرية في عدد من مدن ومحافظات سلطنة عمان، من بينها مسقط ونزوى وصحار وصلالة وصور والبريمي وخصب، إلى جانب أوبريت مسرحي بعنوان (وهج القوافي) جسّد ماهية الشعر العُماني عبر العصور وتجلّياته المتعددة.

وألقى الشاعران سالم بن علي الكلباني وحمود بن سليمان الحجري قصائد شعرية بصفتهما من الشخصيات المكرَّمة في المهرجان، عكست ملامح تجربتيهما الإبداعيتين وحضورهما في المشهد الشعري العُماني. كما جرى التعريف بضيوف المهرجان من سلطنة عُمان، وهم الشعراء: صالح الريسي، وأصيلة السهيلية، وطاهر العميري، وسعيد الحجري، ونواف الشيادي في مجال الشعر الشعبي، إلى جانب يحيى اللزامي، وخميس قلم، والدكتور محمد الشحي، والدكتور عمر محروس، والدكتورة شميسة النعمانية في مجال الشعر الفصيح.

وشهد الحفل كذلك مشاركات شعرية لستة من ضيوف المهرجان من الدول العربية، هم: حسن عامر من جمهورية مصر العربية، وحسن نجمي من المملكة المغربية، وزينب البلوشية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ناصر الحمادين من المملكة العربية السعودية، وياسر الأطرش من الجمهورية العربية السورية، ويحيى العلاق من جمهورية العراق، حيث قدّموا مختارات من نصوصهم الشعرية التي عكست تنوّع تجاربهم الإبداعية وحيوية المشهد الشعري العربي المعاصر.

وفي الختام تم تكريم عدد من الرموز الشعرية، وهم الشاعر سالم بن علي الكلباني، والشاعر حمود بن سليمان الحجري، والشاعر الراحل محمد بن عيسى الحارثي (أبو الفضل)، والشاعرة الراحلة هلالة بنت خليفة الحمدانية. وتتوزع فعاليات المهرجان بين فندق ميلينيوم مسقط، حيث تقام الندوات الشعرية الصباحية، ومسرح وزارة الإعلام الذي يحتضن الأمسيات الشعرية بمشاركة (20) شاعرًا عُمانيا في مجالي الشعر الفصيح والشعبي، إضافة إلى أمسية خاصة بضيوف المهرجان من الشعراء العرب.

مهرجان الشعر العماني يستعيد وهج الكلمة ومكانة الشعر فـي دورته الـ13