الرستاق ــ من سيف الغافري:
في قرية حاجر بني عمر بوادي الحاجر بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة اختار المواطن صالح بن عبدالله بن سيف المعمري أن يحوّل جزءًا من منزله إلى متحف مصغر ينبض بعبق الماضي، ويحتضن بين جدرانه الكثير من القطع التراثية التي تحكي قصة الإنسان العماني وكفاحه عبر الزمن.
فمنذ عدة سنوات بدأ صالح المعمري رحلته في جمع الأدوات والمشغولات اليدوية والمعادن النحاسية والفضية، وكل ما يمت بصلة إلى حياة الأجداد، واليوم يقف هذا الشغف متجسدًا في غرفة تراثية تضم العديد من القطع التي كانت يومًا جزءًا من الحياة اليومية في سلطنة عمان من أدوات الطهي، وتحضير الأكلات العمانية، إلى الأوزان والمكاييل القديمة، والخناجر والبنادق التقليدية، وصولًا إلى أدوات الزراعة والغزل وتحضير القهوة وغيرها الكثير. يقول صالح بن عبدالله المعمري: تراث الآباء والأجداد جزء لا يتجزأ من حضارتنا العمانية العريقة، ويجب علينا جميعًا أن نحافظ عليه ونورثه للأجيال القادمة، وهذا المتحف البسيط يهدف إلى ربط الأبناء بماضيهم وتعريفهم بعادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم. وأضاف بأن كل قطعة في المتحف تحمل حكاية، وكل أداة تروي جانبًا من حياة الإنسان العماني في الماضي، من أساليب العيش إلى طرق التجارة والزراعة وحتى طقوس وعادات المناسبات. وأوضح بأنه يطمح إلى المشاركة بالمقتنيات المتوفرة لديه في المعارض والمناسبات الوطنية التي تقام في المدارس أو الكليات والجامعات وكذلك الجهات الحكومية والخاصة الأخرى، مؤمنًا بأن الحفاظ على التراث هو مسؤولية جماعية، وأن الهوية الثقافية لا تكتمل إلا بالوعي بتاريخ الأجداد.
