مسقط ـ العُمانية: غادر البلاد أمس فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهوريَّة اللُّبنانية والوفد المرافق لفخامتِه بعد زيارةٍ «رسميــَّةٍ» لسلطنة عُمان استغرقت يومين، وكان صاحبُ السُّموِّ السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع في مُقدِّمة مُودِّعي فخامةِ الضَّيف لدى مغادرته المطار السُّلطانيَّ الخاصَّ، مُتمنِّيًا لفخامتِه عَودًا حميدًا إلى بلاده.
ورافق فخامةَ الرَّئيس اللُّبناني خلال زيارته وفدٌ رسميٌّ ضم كلًّا من معالي السَّفير يوسف رجي وزير الخارجية والمغتربين، ومعالي اللواء ميشال منسى وزير الدفاع الوطني، ومعالي العميد أحمد الحجار وزير الداخلية، ومعالي نزار هاني وزير الزراعة، ومعالي الدكتور ركان ناصر الدين وزير الصحة العامة، والعميد أندريه رحال المستشار الشخصي لفخامة الرئيس.
وبعث فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهوريَّة اللُّبنانية برقية شكر وتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدى مغادرته، أعرب فخامته خلالها عن خالص شكره وتقديره لجلالة السلطان المعظم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة. وأشاد فخامته بالزيارة التي مثَّلت فرصة ثمينة لتعزيز أواصر الأخوَّة والصداقة التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وبحثت سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشَّعبين الشَّقيقين. ووصف فخامته اللقاءات والمحادثات التي أجراها مع جلالة السلطان المعظم بالبنَّاءة والمثمرة، وتؤكد حرص جلالته على دعم العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك. كما أعرب فخامته عن بالغ امتنانه للشَّعب العُماني الكريم على ما أبداه من حفاوة وترحاب، مما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشَّعبين، داعيًا الله العلي القدير أن يحفظ جلالة السلطان المعظم ويديم عليه الصحة والعافية، وأن يوفقه لما فيه خير وازدهار سلطنة عُمان وشَعبها الكريم. من ناحية أخرى أكَّد فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهورية اللُّبنانية أن زيارته إلى سلطنة عُمان ولقاءه حضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ ستدفع بمستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري وتهيئ الاستثمارات وتيسِّر التبادل التجاري. كما أكد فخامتُه في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية على عمق العلاقات التاريخيَّة العُمانية اللبنانية، وسعي البلدين للمُضي قُدمًا لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يعود عليهما وعلى شَعبيهما الشقيقين بالنفع. ووضَّح فخامته أن سلطنة عُمان والجمهورية اللُّبنانية تتطلّعان إلى تحقيق شراكة استراتيجية مبنيَّة على المصالح المشتركة، وعلى رأسها تعزيز الشراكات في قطاعات التجارة والتجزئة، والتشييد، والصناعة التحويلية، والنقل، والخدمات الغذائية، والذكاء الاصطناعي والتعليم والزراعة والخدمات والرعاية الصحية وتفعيل الترانزيت بين البلدين، ويُستدلُّ على ذلك من الأرقام التي سُجِّلت أخيرًا؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والجمهورية اللُّبنانية خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 29.4 بالمائة كما بلغ عدد الشركات اللبنانية المسجلة في سلطنة عُمان أكثر من 1035 شركة حتى سبتمبر 2025، مشيرًا فخامته إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات التِّجارية والزِّراعية والصحِّية والثقافية. وأشاد فخامته بدور سلطنة عُمان الدّبلوماسي المشهود له، مؤكدًا أن الجمهورية اللبنانية تثمن الدور الرائد القائم على السياسة المتوازنة التي تقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف مما مكَّنها من القيام بوساطات محورية لحلِّ النِّزاعات والتوتر في المنطقة، مضيفًا أن بلاده حريصة على إعادة العلاقات مع الدول العربية بما في ذلك تعزيز التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقال فخامةُ رئيس الجمهورية اللبنانية إن بلاده تعمل على تغليب لغة الحوار، حيث أوضح أنه أطلق دعوة لنبذ الحروب وإطلاق الحوار والتفاوض باعتباره حلًّا للمسائل العالقة، مُعربًا عن أمله في فتح صفحة جديدة في المنطقة تقوم على السلام العادل والشامل، وفقًا لمبادرة السَّلام العربية التي أُقرَّت في بيروت عام 2002.