انطلاقًا ممَّا يُمثِّله الوقف عَبْرَ التَّاريخ العُماني والإسلامي العريق كأهمِّ الركائز الأساسيَّة في بناء المُجتمعات وصناعة نهضتها.. جاء مؤتمر عُمان الوقفي في نسخته الثانية بعنوان (الوقف وتعزيز التَّنويع الاقتصادي) لِيجسِّدَ هذه الركيزة الرئيسة الَّتي تولِيها الحكومات اهتمامًا متناميًا، ليس فقط لِدَوْره الاجتماعي، ولكن كذلك لقدرته على أن يكُونَ ذراعًا اقتصاديَّة داعمة لخطط التَّنويع الاقتصادي.
ويبرز الوقف كأداة استراتيجيَّة لتعزيز الاستدامة الماليَّة عَبْرَ تبنِّي نماذج استثماريَّة حديثة، تعتمد على حوكمة فعَّالة، وإدارة محترفة، وتوظيف الأصول الوقفيَّة في مشاريع إنتاجيَّة ذات قِيمة مضافة، ممَّا يحوِّل الوقف من مجرَّد عمل خيري تقليدي إلى مؤسَّسة اقتصاديَّة متكاملة تُسهم في خلق الوظائف، ودعم ريادة الأعمال، وتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي.
لذلك، فإنَّ مؤتمر عُمان الوقفي يأتي في توقيت بالغ الأهميَّة، لِيبحثَ بعُمق الدَّوْر الاستراتيجي للوقف في دعم مسارات التَّنمية المستدامة، واستعراض النَّماذج الاستثماريَّة المبتكرة، وتوسيع آفاق الشَّراكة بَيْنَ القِطاع الوقفي والقِطاعات الحكوميَّة والخاصَّة، بما يرسِّخ مكانة الوقف كرافد اقتصادي واجتماعي أساسي في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.
المحرر
