مسقط ـ «الوطن»:
يشكّل الحمل لدى النساء المصابات بمرض فقر الدم المنجلي تحديًا طبيًا مستمرًا رغم ما تحقق من تقدّم في خدمات الرعاية الصحية، فقد أثبتت التجارب السريرية أن هذه الفئة معرضة أكثر لمضاعفات مرضية خطيرة، مثل تسمم الحمل، وارتفاع ضغط الدم، والولادة المبكرة. وفي هذا الإطار توصلت دراسة علمية عمانية للباحثة سلوى بنت سيف الحارثية، ممرضة أولى في تخصص القبالة بمستشفى جامعة السلطان قابوس، مستندة إلى تصميم بحثي مرجعي يعتمد على منهجية الحالات والشواهد، حيث جرت مقارنة (171) حالة حمل لنساء مصابات بمرض فقر الدم المنجلي مع (171) حالة لنساء غير مصابات، إلى وجود فروقات واضحة وملحوظة بين المجموعتين محل المقارنة، فقد سجّلت النساء المصابات بمرض فقر الدم المنجلي معدلات أعلى في الولادة المبكرة بنسبة (7.6%) مقارنة بـ (4.7%) لدى غير المصابات، كما ظهرت لديهن نسب مرتفعة من ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل بشكل يفوق بشكل كبير المجموعة الضابطة، وأشارت الدراسة كذلك إلى ظهور نسبة لافتة من حالات فقر الدم الحاد بين المصابات بلغت (29.2%)، في مقابل غياب تام لهذه الحالة لدى النساء غير المصابات.
ولم تقتصر النتائج على تأثير المرض في صحة الأم فحسب، بل شملت أيضًا الجنين والوليد؛ إذ سجّلت الدراسة نسبة (11.4%) لتأخر النمو داخل الرحم بين المواليد للأمهات المصابات، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة بمواليد النساء غير المصابات، كما ارتفعت لديهم معدلات ضائقة الجنين والحاجة إلى دخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات انخفاض الوزن عند الولادة وانخفاض المؤشرات الحيوية الأساسية لدى هذه الفئة من المواليد.
