فـي كأس العرب
الأحمر يدفع ثمن «خسارته» أمام السعودية والبوسعيدي يعتزل دوليا والبعثة تعود
رسالة الدوحة ـ من صالح البارحي :
دفع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم فاتورة خسارته الأولى أمام السعودية في افتتاح منافساته بكأس العرب المقامة حاليا بالدوحة والتي انتهت (1/2)، ليغادر الدوحة من دور المجموعات رغم وصوله إلى النقطة الرابعة في الترتيب الثالث بالمجموعة، وبالتالي يفشل في البقاء لأطول فترة ممكنة بين كبار العرب بعد أن وصل للدور الثاني في النسخة الأولى قبل أن يصطدم بالمنتخب التونسي والخسارة أمامه (1/2) بقيادة الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش آنذاك.
منتخبنا أنهى مشاركته بالبطولة بالفوز مساء أمس الأول على نظيره منتخب جزر القمر على ساحة ستاد 974 بهدفي عصام الصبحي في الدقيقتين (30) و (43) رافعا رصيده إلى (4) نقاط بعد تعادله السابق امام منتخب المغرب، إلا أن فوز المغرب على السعودية 1/صفر ساهم في عدم تأهل الأحمر للدور القادم، حيث رفع المغرب رصيده إلى (7) نقاط متصدرا المجموعة، فيما حل السعودية ثانيا برصيد (6) نقاط، وهو الأمر الذي لم يكن في صالح منتخبنا الذي كان يمني النفس بتعثر المغرب أمام السعودية ليمنح للأحمر املا في التأهل، إلا أن ما حدث كان عكس التوقعات تماما .
اداء غير متوقع
الأداء الذي قدمه منتخبنا في مباراة أمس الأول امام جزر القمر لم يكن متوقعا بصراحة، حيث نزل اللاعبون الملعب وهم محبطون ومتسرعون لتحقيق الفوز في ذات الوقت، فأظهر الفريق هشاشة غير مطلوبة في مثل هذه المواقف، وكأن لسان الحال يقول بأنه لا فائدة من الانتصار، فالفرصة ليست بأيدينا، ما انعكس على تسرع اللاعبين أمام مرمى المنتخب القمري في الدقائق الأولى من الشوط الأول الذي شهد ضياع أكثر من (5) أهداف محققة على شكل انفرادات بحارس المرمى، ولو سجلت تلك الفرص لتصدر عصام قائمة الهدافين من مباراة واحدة، إلا أن عصام الصبحي أضاع انفرادا تاما في الدقيقة (6) ثم أضاع زاهر الاغبري هدفا سهلا في الدقيقة (7) وفرصة أخرى عن طريق زاهر مرة أخرى عند الدقيقة (11) بعد أن فضل التسديد على المرمى من الزاوية الضيقة بدلا من التمرير ويتبعه جميل اليحمدي باضاعة فرصة في الدقيقة (13) بعد أن جاءته الكرة والمرمى خال من حارسه ليلعب الكرة أعلى المرمى بتسرع وبدون تركيز، كل هذه الفرص كانت في ظل عدم وجود ردة فعل من المنتخب القمري الذي كان مستسلما لطموحات منتخبنا.
في الدقيقة (30) يحاول حارس المرمى مراوغة عصام الصبحي إلا أن الأخير كان فطنا وسرق الكرة بشكل جيد ولعبها بهدوء في المرمى القمري مسجلا الهدف الأول بعد عناء طويل، قبل أن يسجل ذات اللاعب هدفا ثانيا برأسية متقنة عبر عرضية نموذجية من علي البوسعيدي من الطرف الأيسر عند الدقيقة (43)، الأمر الذي منحنا ثقة أكبر في مشاهدة أهداف أخرى بالشوط الثاني بغض النظر عن نتيجة المغرب والسعودية في نهاية المطاف.
في الشوط الثاني واصل منتخبنا إضاعة الفرص السهلة للغاية، فأضاع زاهر الاغبري وجميل اليحمدي هدفين سهلين بعد انفراد تام بحارس المرمى عند الدقيقتين (59) و (61) ويتبعهما الرواحي باضاعة هدف محقق بعد انفراد آخر وجها لوجه مع حارس المرمى في الدقيقة (62)، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان غريبا للغاية، حيث استلم منتخب جزر القمر زمام المباراة وهاجم بشراسة بالغة وظهرت الخطورة على مرمى إبراهيم المخيني وكثرت الأخطاء بشكل مبالغ فيه قبل أن يسجل المنتخب القمري هدف تقليص الفارق عند الدقيقة (68) عن طريق نصر الدين حميدو، وأضاع فرصا خطرة محققة قبل أن ينقذ ثاني الرشيدي هدفا قمريا من حلق المرمى كاد أن ينهي المباراة بالتعادل لولا تدخله في الوقت القاتل .
كيروش من ناحيته حاول تجديد الدماء في الفريق بغية العودة للمباراة من جديد، فأدخل المنذر العلوي وعاهد المشاخي بدلا من عبدالله فواز وزاهر الاغبري، ثم أضاف صلاح اليحيائي ومصعب المعمري بدلا من علي البوسعيدي وجميل اليحمدي وناصر الرواحي بدلا من عصام الصبحي، إلا أن هذه التغييرات لم تكفل للاحمر إضافة أي هدف آخر بل ساهمت في تراجع مستوى الفريق وتهديد مرماه في أوقات كثيرة على عكس المتوقع ، قبل أن يعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز حفظ ماء الوجه للمنتخب.
استمرار الأخطاء
ابرز ما كشفته مباراة جزر القمر مساء أمس الأول أمرين رئيسيين، أولهما استمرار ضياع الفرص السهلة أمام مرمى المنافسين بشكل غريب وسهل، وثانيهما عودة الأخطاء الساذجة للخط الخلفي وظهر ذلك جليا في الهدف الوحيد لمنتخب جزر القمر والذي جاء مضحكا للغاية بعد أن كانت الكرة سهله بدون أي خطورة ووجود (6) لاعبين مع لاعب واحد من جزر القمر إلا أنهم لعبوا (بالشوكة والسكين) دون الالتحام لافتكاك الكرة بدءا من خارج منطقة الجزاء واستمرارا بذات النهج بداخل المنطقة، ما يعني أن هذين الأمرين لم يجدا الحل الناجع في إبعادهما عن مسيرة المنتخب وليست وليدة اللحظة، بل هي استمرار لما ظهر عليه اللاعبون في الفترة الماضية، والتي تسببت في ضياع الكثير من النقاط دون عناء من الفرق المنافسة، وبات على كيروش إيجاد حلول مفصلية ورئيسية قبل أن تكون هذه بمثابة الماركة المسجلة لمسيرة الكرة العمانية مستقبلا.
الصبحي الأفضل
حصل مهاجم منتخبنا وصاحب هدفي الفوز عصام الصبحي على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وهي الجائزة الثانية للاعبينا بالبطولة بعد أن فاز إبراهيم المخيني حارس مرمى منتخبنا بذات الجائزة في مباراتنا امام المغرب بسبب استبساله في الذود عن الشباك وبقائها نظيفة.
عصام الصبحي: تمسكنا بالأمل حتى آخر دقيقة
من جانبه ، قال عصام الصبحي الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة : المنتخب تمسك حتى آخر اللقاء ببصيص الأمل في التأهل، والنتيجة كانت من الممكن أن تكون أكبر لو قمنا باستغلال الفرص المتاحة، بذلنا كل ما لدينا في المباراة وحققنا المطلوب على مستوى النتيجة لكننا لم نتأهل في نهاية المطاف، تركيزنا الآن على تقديم الأفضل في القادم من الاستحقاقات إن شاء الله تعالى.
عودة البعثة
عادت عصر أمس بعثة منتخبنا الوطني الأول إلى ارض السلطنة، وذلك بعد انتهاء مشوار الأحمر في البطولة، وسيتم مناقشة كافة الأمور مع الجهاز الفني بقيادة كيروش لمسيرة الفريق خلال المرحلة القادمة سواء المتبقية من عقد البرتغالي في حالة عدم تجديد عقده أو لما بعد رحلة كيروش مع الفريق، وبات على الاتحاد وضع الخطط لرحلة عمل قادمة لا تحتمل الإخفاق إطلاقا.
كيروش : نستحق الفوز بأهداف أكثر وسيطرنا على اللقاء
قال كارلوس كيروش مدرب منتخبنا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة الأحمر مع جزر القمر : المنتخب ظهر بصورة جيدة حتى الدقيقة (70) وكنا نستحق الفوز بأهداف أكثر فقد سيطرنا على اللقاء، بالنسبة لكرة القدم في سلطنة عمان فهي بحاجة إلى الاستمرار في العمل والتطوير من أجل مستقبل أفضل، وأشكر اللاعبين على كل ما قدموه من التزام وتضحية خلال الفترة الماضية، وأضاف كيروش : المنتخب وصل إلى البطولة دون كامل عناصره ورغم ذلك قدم اللاعبون عملا رائعا، وأن اللاعبين الذين تم استدعاؤهم نجحوا في تقديم أنفسهم بشكل جيد والمنتخب يتطور من مباراة لأخرى، وعلى اللاعبين أن يواصلوا العمل وأن يكونوا فخورين بما قدموه.
رسائل البوسعيدي
الرسائل التي وجهها قائد منتخبنا علي البوسعيدي عبر تصريحه بالأمس لا يجب أن تمر مرور الكرام ، فالرجل عاش مع المنتخب سنوات طويلة، ومرت عليه من الأحداث والظروف الكثير، وعاصر اتحادات ومدربين مختلفين، لذلك بات على كل من تشمله هذه الرسائل مراجعتها والتركيز فيها، فمصلحة المنتخب واللاعبين فوق كل اعتبار، والكرة العمانية بحاجة إلى عمل كبير جدا حتى تبقى في واجهة الدول والمنافسة على الإنجازات والألقاب، وتبقى كلمة تقدير لهذا اللاعب الذي ضحى بالكثير من وقته لخدمة الكرة العمانية طيلة السنوات الماضية وسط ظروف مختلفة يعلمها الجميع .
البوسعيدي يعتزل
بعد نهاية مباراة أمس الأول، أعلن قائد منتخبنا علي البوسعيدي اعتزاله الدولي، حيث صرح بأن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة أو ردة فعل لضياع الصعود وإنما هو قرار سبق وأن تحدث فيه مع الجهاز الفني والإداري للمنتخب ومجلس الإدارة، ويعد اعتزال البوسعيدي خسارة كبيرة للمنتخب في ظل ثبات مستواه، وواحد من ابرز عناصر الخبرة بصفوف الفريق حاليا رفقة حارب السعدي وفايز الرشيدي وأحمد الخميسي على وجه الخصوص.